قال الخبير العسكري العميد محمد الكميم إن تعطيل نشاط ميناء الحديدة كشف عن واحدة من أخطر الحقائق في الحرب اليمنية، بعد أن تبيّن أن الميناء كان لعقود يُستخدم كمنصة رئيسية لتهريب الأسلحة والمخدرات القادمة من إيران إلى ميليشيا الحوثي، وليس كميناء تجاري أو إنساني كما تدّعي الجماعة.
وأوضح الكميم، في تصريح نشره على منصة "إكس"، أن التحقيقات والمعلومات الميدانية تؤكد أن الميناء كان يشكّل العمود الفقري لعمليات التهريب التي غذّت آلة الحرب الحوثية، ووفّرت لها العتاد والمخدرات لتمويل القتال وتدمير المجتمع، مشيرًا إلى أن تعطيله مثّل ضربة استراتيجية أضعفت قدرات الميليشيا العسكرية والمالية على حدّ سواء.
وأضاف أن السفن التي كانت تدخل الحديدة لم تكن محمّلة بالمواد الغذائية ولا بالمساعدات الإنسانية، بل كانت تنقل أدوات القتل والدمار تحت أعين الحرس الثوري الإيراني وبالتنسيق المباشر مع شبكات تهريب دولية، مؤكداً أن “ما تم كشفه حتى الآن ليس سوى جزء بسيط من جبل الجليد الذي ظل مخفيًا لسنوات”.
ووصف الكميم العلاقة بين طهران والحوثيين بأنها “تحالف شيطاني”، يقوم على تهريب السلاح لنشر الفوضى، والمخدرات لطمس وعي الشباب، قائلاً: “إيران لا تزرع في اليمن سوى الموت، والحوثي لا يحصد سوى الخراب”.
وأشار الخبير العسكري إلى أن تعطيل الميناء أدخل الميليشيا في مأزق لوجستي كبير، وأجبرها على البحث عن طرق تهريب بديلة أكثر خطورة وتكلفة، ما أدى إلى تزايد عمليات الضبط في المنافذ البرية والسواحل اليمنية خلال الأسابيع الأخيرة.
وفي الوقت نفسه، دعا الكميم إلى ضرورة استمرار الرقابة الصارمة على المنافذ والموانئ مع تطبيق آليات تفتيش دقيقة تضمن مرور المساعدات الإنسانية فقط، دون السماح بعودة شبكات التهريب تحت أي غطاء مدني أو تجاري.
واختتم قائلاً إن “الحديدة كانت شريان الحرب بالنسبة للحوثيين، وتعطيلها هو بداية نهاية مشروعهم التخريبي”، مؤكداً أن حماية الموانئ تمثل اليوم معركة لا تقل أهمية عن المعارك العسكرية في الجبهات.