أكد معالي وزير الداخلية اللواء الركن إبراهيم حيدان، أن الدعم الكبير والمستمر الذي تقدمه المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، شكّل طوق نجاة حقيقياً حال دون سقوط الدولة اليمنية، وأسهم في صون سلامة اليمن ووحدته واستقلاله.
وأوضح معاليه في حوار صحفي مع صحيفة عكاظ السعودية أن دعم المملكة لليمن لم يكن مجرد مساندة مالية أو إغاثية، بل شمل الجوانب الأمنية والاقتصادية والإنسانية، ما أسهم في تخفيف عبء الحرب عن كاهل الشعب اليمني، مشيراً إلى أن الأمن والاقتصاد يمثلان ركيزتي الاستقرار الوطني.
وأشار اللواء حيدان إلى أن ما قدمته المملكة عبر برنامج تنمية وإعمار اليمن ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية كان عاملاً محورياً في مواجهة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، مشيداً بالدعم المالي الأخير الذي وجّهت به القيادة السعودية بمبلغ مليار وثلاثمائة وثمانين مليون ريال سعودي لدعم الاقتصاد اليمني، مؤكداً أن هذا الموقف الأخوي يجسّد عمق العلاقة التاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين.
دعم استراتيجي شامل لوزارة الداخلية
أوضح وزير الداخلية أن الدعم السعودي شمل مختلف قطاعات الوزارة والأجهزة الأمنية، وأسهم في رفع قدراتها من خلال برامج تدريب وتأهيل نوعية وتوفير التجهيزات الميدانية الحديثة.
وقال إن هذا الدعم مكّن قوات الأمن في المحافظات المحررة من استعادة جاهزيتها وتعزيز انتشارها وتحقيق تفوق أمني ملموس في مواجهة التهديدات الإرهابية وعمليات التهريب والجريمة المنظمة.
وأكد معاليه أن التنسيق الأمني بين اليمن والسعودية بلغ أعلى مستوياته، من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية وتنفيذ خطط مشتركة للتصدي لعمليات تهريب الأسلحة والمخدرات وتأمين الحدود والمنافذ، مشدداً على أن أمن اليمن جزء لا يتجزأ من أمن المنطقة.
مواجهة التهريب والإرهاب
وكشف اللواء حيدان أن وزارة الداخلية تنفذ خطة متكاملة للحد من التهريب عبر المنافذ البرية والبحرية، تشمل تأهيل الكوادر وتزويدها بالتقنيات الحديثة، موضحاً أن التعاون الوثيق مع الأشقاء في المملكة أسفر عن ضبط عشرات الشحنات من الأسلحة والمخدرات والطائرات المسيّرة كانت في طريقها إلى الميليشيا الحوثية.
كما أشار إلى ضبط مصنع متكامل لإنتاج حبوب الكبتاجون في محافظة المهرة تديره شبكات مرتبطة بالحوثيين، إضافة إلى إحباط محاولات متكررة لتهريب مواد مخدرة عبر منفذ الوديعة باتجاه السعودية، مؤكداً أن هذه العمليات تؤكد تورط الحوثيين في إدارة تجارة المخدرات لتمويل أنشطتهم التخريبية.
وفي سياق مكافحة الإرهاب، قال وزير الداخلية إن اليمن واجه خلال السنوات الماضية تهديدات معقدة من تنظيمات مثل القاعدة وداعش إلى جانب الميليشيا الحوثية التي تمارس إرهاباً منظماً يستهدف الأمن الوطني والإقليمي وخطوط الملاحة الدولية، مشيداً بجهود التعاون الأمني اليمني السعودي في إحباط عشرات الخلايا الإرهابية والمخططات التخريبية.
علاقات راسخة وتاريخية
وأكد الوزير حيدان أن العلاقات بين اليمن والمملكة العربية السعودية تتجاوز حدود الجغرافيا، إذ تجمع البلدين روابط الدين واللغة والمصير المشترك، مشيراً إلى أن الموقف السعودي التاريخي في 25 مارس 2015 بإطلاق عملية عاصفة الحزم سيبقى خالداً في ذاكرة اليمنيين كمنعطف أنقذ البلاد من مشروع استعماري كان يهدد هويتها ووجودها.
وأضاف أن المملكة وقفت بكل ثقلها السياسي والعسكري والاقتصادي إلى جانب اليمن، ومنعت انهيار الدولة، مؤكداً أن هذا الموقف سيظل شاهداً على عمق العلاقات الأخوية الصادقة بين البلدين والشعبين.
دعم مجلس القيادة الرئاسي
وفي ختام حديثه، ثمّن اللواء الركن إبراهيم حيدان دعم مجلس القيادة الرئاسي برئاسة فخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي لقطاعات وزارة الداخلية، مؤكداً أن المجلس يولي اهتماماً خاصاً بتطوير القدرات الأمنية والمؤسسية وفتح آفاق جديدة للتعاون مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية والشركاء الدوليين، في سبيل ترسيخ الأمن والاستقرار وبناء مؤسسات الدولة الحديثة.