تواصل السعودية عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية تنفيذ برامج إنسانية وتنموية نوعية في مختلف المحافظات اليمنية، تستهدف تحسين حياة الفئات الأكثر هشاشة، وتعزيز التعافي الاقتصادي في المناطق المتضررة من الحرب.
ففي مدينة سيئون بمحافظة حضرموت، دشّن المركز حزمة جديدة من الخدمات الصحية التخصصية للنساء وأسرهن ضمن مشروع «بداية»، الذي تنفّذه مؤسسة الأمل الثقافية الاجتماعية النسوية، وتستفيد منه نحو 21 أسرة من وادي حضرموت.
ويهدف المشروع إلى سد فجوة الرعاية الصحية وتحسين الوضع الطبي للأسر المحتاجة من خلال توفير الاستشارات والفحوص المجانية وصرف الأدوية الأساسية، إلى جانب تنفيذ جلسات توعية صحية حول الوقاية من الأمراض، وتطعيم الأطفال غير المطعّمين، وتقديم خدمات الصحة الإنجابية والنفسية. كما يشمل المشروع نحو 180 حالة متنوعة في مجالات الرعاية الصحية الأولية والبدنية والنفسية.
وقال وكيل محافظة حضرموت لشؤون مديريات الوادي والصحراء، عامر العامري، في تصريح رسمي إن المشروع يمثل «رافداً مهماً لتعزيز الخدمات الصحية في المناطق النائية»، مؤكداً أهمية الشراكة مع مركز الملك سلمان في تنفيذ مشاريع نوعية تمس احتياجات المواطنين مباشرة.
وأضاف العامري أن هذه المشاريع «تسهم في تمكين النساء وتأهيلهن للاضطلاع بدور أكبر في تنمية أسرهن ومجتمعاتهن المحلية».
في إطار الجهود السعودية الرامية إلى دعم الاستقرار الاقتصادي وتمكين المرأة اليمنية، سلّم مركز الملك سلمان للإغاثة أدوات المهنة لـ650 مستفيدة ضمن مشروع التمكين المهني لتحسين سبل العيش، الذي يُنفَّذ في محافظات مأرب، وحضرموت، ولحج، والمهرة، وشبوة، وتعز، وسقطرى.
وتنوّعت الأدوات المقدمة بين مجالات الصناعات الغذائية، وتربية المواشي، وصناعة البخور والعطور، والتصوير، وتغليف الهدايا والثيمات، والخياطة والتطريز، وصيانة الهواتف، وحياكة شباك الصيد، بما يتيح للمستفيدات إطلاق مشاريع صغيرة مدرّة للدخل تساعد في إعالة أسرهن.
ويستهدف المشروع نحو 1500 مستفيد ومستفيدة في سبع محافظات، ضمن سلسلة من التدخلات التنموية التي تموّلها المملكة العربية السعودية لتعزيز قدرات المجتمع اليمني على التعافي من آثار الحرب، والانتقال من مرحلة الإغاثة إلى مرحلة الاستدامة الاقتصادية.
وأكد القائمون على المشروع أن هذه الخطوة تأتي امتداداً لجهود المركز في تحسين سبل المعيشة، وتعزيز فرص العمل للفئات الأكثر احتياجاً، بما في ذلك الأرامل والمعيلات، عبر منح أدوات مهنية متكاملة تمكّنهن من بدء مشاريعهن الخاصة دون الحاجة إلى رأس مال أولي كبير.
ويأتي تنفيذ المشروعين ضمن نهج سعودي متكامل يجمع بين الدعم الإغاثي الفوري والتأهيل التنموي طويل المدى؛ بهدف التخفيف من معاناة الشعب اليمني وتحسين جودة الحياة في مناطق النزاع.
وتشير بيانات مركز الملك سلمان إلى أن السعودية نفذت مئات المشاريع في اليمن خلال السنوات الأخيرة، شملت قطاعات الصحة، والتعليم، والأمن الغذائي، والمياه، وتمكين المرأة، إضافة إلى برامج دعم نفسي ومبادرات تنموية تستهدف إعادة بناء المجتمعات المحلية المتضررة.
وتعكس هذه الجهود انتقال العمل الإنساني السعودي من الإغاثة الطارئة إلى التنمية المستدامة، في خطوة تسعى إلى تمكين الأسر اليمنية من الاعتماد على ذاتها وبناء مستقبل أكثر استقراراً.