آخر تحديث :الأربعاء-15 أكتوبر 2025-05:22م
حوارات

سكرتير اول منظمة الحزب الاشتراكي بتعز: الاشتراكي يعود بقوة وبرؤية وطنية شاملة (حوار)

الأربعاء - 15 أكتوبر 2025 - 01:36 م بتوقيت عدن
سكرتير اول منظمة الحزب الاشتراكي بتعز:  الاشتراكي يعود بقوة وبرؤية وطنية شاملة (حوار)
تعز (عدن الغد) خاص


حاوره: نجيب الكمالي – المدير التنفيذي لمركز مسارات للاستراتيجيا والإعلام (عبر الاتصال الهاتفي)


بمناسبة الذكرى الـ47 لتأسيس الحزب الاشتراكي اليمني، والذكرى الـ62 لثورة 14 أكتوبر، أجرى مركز مسارات للاستراتيجيا والإعلام، انطلاقًا من رؤيته الاستراتيجية في توثيق تاريخ القوى الوطنية، وخاصة تاريخ الحزب الاشتراكي اليمني باعتباره النواة الأولى لثورة 14 أكتوبر، حوارًا موسعًا مع سكرتير أول الحزب الاشتراكي في محافظة تعز الأستاذ باسم الحاج.


تركّز الحوار حول مسيرة الحزب الطويلة، ودوره في الدفاع عن الاستقلال الوطني، وبناء الدولة الديمقراطية، وتعزيز العدالة الاجتماعية، ومواجهة التحديات الراهنة في ظل الحرب والحصار، إضافة إلى رؤيته المستقبلية في تعزيز الوحدة الوطنية وتحقيق السلام العادل.


س: كيف تأسس الحزب الاشتراكي في ظروف تاريخية معقدة؟


ج: تأسس الحزب في مرحلة حرجة من تاريخ اليمن، حين كان البلد يرزح تحت إرث الاستعمار ومشاريع الانقسام، وكانت القوى الوطنية تواجه تحديات داخلية وخارجية تتطلب وجود قوة سياسية منظمة وراسخة.

منذ البداية حمل الحزب مشروعًا وطنيًا ديمقراطيًا، عمل على ترسيخ قيم المواطنة المتساوية، وحماية مكتسبات ثورة 14 أكتوبر، التي شكلت نقطة تحول في تاريخ اليمن وأظهرت قدرة الشعب على مواجهة الاستعمار وصناعة تجربة سياسية واجتماعية فريدة رغم شح الموارد.

كان الحزب مدرسة للأفكار التقدمية وميدانًا لتجارب الشباب في العمل السياسي، والتزامه بالعدالة الاجتماعية جعله درعًا ضد الانقسامات الإقليمية والمذهبية، ومثالًا للقيادة الوطنية الطامحة إلى بناء دولة حديثة متقدمة.


س: كيف تعافى الحزب في محافظة تعز وأعيد بناء هيكله التنظيمي؟


ج: المنظمة الحزبية في تعز دخلت مرحلة تعافٍ واضحة بعد سنوات من الحرب والانقسامات، وشهدت عملية إعادة بناء شاملة للهيكل التنظيمي في جميع المديريات، مع تمثيل حقيقي للشباب والنساء.

الانتخابات التنظيمية في أغسطس 2020 كانت محطة مفصلية أعادت الحيوية للحزب، حيث بلغ تمثيل الشباب والنساء 67%، ما يعكس التزام الحزب بمبدأ المشاركة المجتمعية وتمكين الطاقات الجديدة في صناعة القرار.

اليوم يشهد الحزب إقبالًا لافتًا من المثقفين والفنانين والطلاب، ما يعكس ثقة المجتمع في دوره القيادي وقدرته على المساهمة في إعادة بناء مؤسسات الدولة والحفاظ على الاستقرار الاجتماعي والسياسي.


س: ما أبرز المبادرات السياسية والخدمية التي تبنتها المنظمة في تعز؟


ج: تعز تُعد أكثر المحافظات نشاطًا سياسيًا، والمنظمة قدمت خلال السنوات الماضية مبادرات عديدة في المجالين السياسي والخدمي، منها مبادرات لتطبيع الأوضاع الأمنية، ودمج المكونات العسكرية ضمن المؤسسات الرسمية، وإصلاح السلطة المحلية.

كما وضعت رؤى لمعالجة قضايا المياه والكهرباء وضبط توزيع المساعدات الإنسانية، وتعزيز الاعتماد على الموارد الذاتية ضمن رؤية تنموية مستدامة.

كل هذه الجهود تهدف إلى مكافحة الفساد، وإنهاء آثار الحصار، وبناء الثقة بين المواطن والدولة، إلى جانب بناء شراكات حقيقية مع المكونات السياسية والمدنية والنقابية والشبابية والنسوية لتعزيز الإرادة الشعبية وتحقيق تطلعات المواطنين.


س: كيف انعكست الحرب والحصار على الحياة الاجتماعية في تعز؟


ج: الحرب تركت آثارًا عميقة على حياة الناس، من توقف الخدمات إلى صعوبة التنقل، وظهور جماعات مسلحة خارجة عن القانون. ورغم ذلك شهدت المحافظة تعافيًا نسبيًا في بعض الجوانب، لكن الحاجة لا تزال كبيرة لإصلاح مؤسسات الدولة واستعادة الخدمات.

المنظمة لم تقف موقف المتفرج، بل شاركت في الحراك المدني السلمي الذي عبّر عن وعي المجتمع ورفضه للفساد.

حادثة اغتيال الأستاذة أفتهلن المسهري كانت صادمة للمجتمع التعزي، وأكدت ضرورة إصلاح الأجهزة الأمنية والقضائية وضمان العدالة، مع الحفاظ على سلمية الحراك لضمان إصلاحات حقيقية ومستدامة.


س: ما الرسالة الوطنية التي يوجهها الحزب في هذه الذكرى؟


ج: ثورة 14 أكتوبر تمثل انتصار الإرادة الوطنية على الاستعمار، وتجسيدًا للسيادة الوطنية الجامعة.

هذه الذكرى تذكّر بضرورة استمرار النضال ضد مشاريع التجزئة والاستبداد، وحماية المكتسبات الوطنية، والتمسك بالمبادئ التي قامت عليها الثورة في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.


س: كيف يمكن مواجهة الانقسامات السياسية المستمرة؟


ج: الانقسامات التي تعيشها البلاد تعود إلى مشاريع استبدادية ضيقة ومصالح فئوية، وأحيانًا إلى ارتهانات خارجية.

مواجهة هذه الحالة تتطلب استعادة روح ثورة أكتوبر التي جمعت اليمنيين حول مشروع وطني جامع، قائم على الاستقلال والسيادة وبناء الدولة المدنية الحديثة.


س: ما الدروس المستفادة من حرب صيف 1994؟


ج: تلك الحرب كانت ضربة قاسية للمشروع الوطني، إذ مزّقت النسيج الاجتماعي وأضعفت فكرة الوحدة.

الدرس الأهم أن الوحدة لا تُفرض بالقوة، ولا الانفصال يُحقق بالدم، بل عبر شراكة حقيقية ومصالح مشتركة.

أي تسوية مستقبلية يجب أن تقوم على الحوار والمصالحة وإعادة الاعتبار للجنوب ضمن إطار وطني شامل.


س: كيف يمكن لليمنيين تجاوز الانقسامات الراهنة؟


ج: اليمنيون قادرون على تجاوز خلافاتهم متى ما توفرت إرادة وطنية صادقة، تقوم على بناء كتلة تاريخية تضم القوى السياسية والمدنية والنقابية والشبابية والنسوية، لإنهاء الحرب وإعادة بناء الدولة الديمقراطية الحديثة، استنادًا إلى قيم ثورة أكتوبر في الاستقلال والسيادة والمواطنة المتساوية.


س: كيف يوازن الحزب بين المبادئ الوطنية والواقع الراهن؟


ج: التوازن يتحقق من خلال الجمع بين الثوابت الوطنية والواقعية السياسية، عبر برامج إصلاحية وخدمية تراعي احتياجات المجتمع، وتفتح الباب أمام مشاركة حقيقية للمجتمع المدني في تطوير حلول عملية لتحديات الحرب والحصار.


س: ما موقف الحزب من سقوط الضحايا المدنيين؟


ج: الضحايا المدنيون نتيجة الحرب مسؤولية وطنية وأخلاقية. المطلوب إصلاح الأجهزة الأمنية والقضائية، ومحاسبة الجناة، وضمان العدالة للضحايا.

الشهداء الذين قدموا أرواحهم دفاعًا عن الوطن يمثلون جوهر النقاء الوطني، ودليلًا على أن قيم التضحية ما زالت حيّة في وجدان الشعب.


س: كيف يرى الحزب طريق توحيد الصف الوطني؟


ج: توحيد الصف يبدأ بوقف الحرب وضمان عدم تكرارها عبر حوار وطني شامل يشارك فيه الجميع.

القضية الجنوبية يجب أن تكون ضمن الإطار التفاوضي الوطني، مع دمج العدالة الانتقالية في أي تسوية سياسية، ومشاركة الضحايا في العملية التفاوضية.

المرجعيات الوطنية ومخرجات الحوار الوطني تمثل أساس أي توافق مستقبلي، إلى جانب علاقات متوازنة مع الإقليم تحفظ المصالح المشتركة.

المرحلة الانتقالية يجب أن تكون كافية لإنجاز الدستور وإجراء انتخابات حرة ونزيهة تعكس إرادة الشعب بمشاركة كل القوى الوطنية.


س: هل من كلمة أخيرة تود قولها؟


ج: الحزب الاشتراكي في تعز يواصل مسيرته بثبات، مؤمنًا بأن استعادة الدولة وبناء السلام العادل يتطلب مشاركة الجميع، خاصة الشباب والنساء والمجتمع المدني.

ذكرى ثورة 14 أكتوبر وتأسيس الحزب تذكّرنا أن الوحدة والعدالة ليست شعارات بل مسؤوليات يومية.

كل تحدٍّ نواجهه هو فرصة لتعزيز التماسك الاجتماعي والسياسي وبناء يمنٍ مدني ديمقراطي، ينهض بروح أكتوبر وقيمها الأصيلة في الحرية والمواطنة والعدالة.