تشهد جبهات محافظة تعز تصعيداً عسكرياً واسعاً من قبل مليشيا الحوثي، وسط تحركات ميدانية مكثفة وتعزيزات كبيرة دفعت بها المليشيا خلال الساعات الماضية إلى شمال وغرب المحافظة، في مؤشرات على هجوم محتمل خلال الأيام القادمة.
وشوهدت آليات قتالية ومقاتلون مزودون بأسلحة ثقيلة يتدفقون إلى منطقة الأمجود بمديرية شرعب السلام، حيث تمركزت المليشيا في سدة الناصرة وعدد من القرى المجاورة، مع استحداث تحصينات ومتارس جديدة مطلة على خطوط التماس، مما أثار حالة من الترقب والحذر بين السكان المحليين.
وفي الجبهة الغربية، تمكنت القوات الحكومية من إفشال تحركات حوثية معادية في قطاع الكدحة بمحور البرح، بعد اشتباكات عنيفة استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة، وأسفرت عن إخماد مصادر النيران وإحباط محاولة تسلل جديدة.
كما شهدت جبهات كلابة والعنين والشقب شرق وشمال تعز مواجهات عنيفة، أسفرت عن استشهاد ثلاثة من جنود الجيش الوطني أثناء تصديهم لهجمات متكررة، فيما تواصل القوات الحكومية التصدي لأي خروقات تهدد أمن واستقرار المدينة.
ويأتي هذا التصعيد الحوثي في ظل توتر إقليمي متزايد عقب اتفاق وقف الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قمة شرم الشيخ، ما اعتبره مراقبون محاولة من الحوثيين لإعادة خلط الأوراق وخلق أوراق ضغط جديدة على الساحتين اليمنية والإقليمية.
ويرى محللون أن التصعيد العسكري في تعز يهدف إلى إظهار قدرة الحوثيين على تحريك الجبهات متى أرادوا، وصرف الأنظار عن خسائر محور المقاومة، في وقت تؤكد فيه القوات الحكومية والمقاومة الوطنية جهوزيتها الكاملة للتعامل مع أي تحركات معادية.
