قال الكاتب والسياسي علي الأحمدي إن تجربة الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، رغم كل ما شابها من أخطاء، تحمل دروساً مهمة يجب أن يتأملها كل من يعمل في الشأن السياسي اليمني اليوم.
وأضاف الأحمدي في مقال نشره على صفحاته بمواقع التواصل الاجتماعي، أنه لم يكن يوماً من المعجبين بشخصية الرئيس صالح، لكنه وجد في إحدى الصور التي نشرها الكاتب صالح الحنشي للرئيس الراحل مع السلطان ناصر بن عبدالله الفضلي مشهداً مليئاً بالدلالات السياسية والإنسانية.
وأوضح الأحمدي أن الصورة تكشف جانباً من أسلوب صالح في إدارة الحكم، مشيراً إلى أنه كان يحرص على زيارة مختلف مناطق اليمن والتعرف على الناس بشكل مباشر دون وسيط، وهو ما جعل حضوره السياسي طاغياً وشعبياً في كثير من المناطق. وذكر الأحمدي أن الرئيس الراحل كان يقود سيارته بنفسه في بعض الزيارات، منها إلى منطقة جباه معقل اللواء أحمد مساعد حسين، وزيارة الشيخ مساعد بن حسين، إضافة إلى جولات له في ريف المكلا بسيارة صالون واحدة وطقم مرافق فقط.
وأشار الكاتب إلى أن هذه الزيارات الميدانية، التي كانت تتم دون مظاهر رسمية أو حماية كبيرة، تركت أثراً عميقاً لدى المواطنين، لأنها عكست صورة قائد يعرف تفاصيل بلاده ويقترب من الناس دون حواجز.
وأضاف أن التجربة تكشف أهمية معرفة السياسيين والإعلاميين والمحللين للواقع اليمني بكل تفاصيله الجغرافية والاجتماعية، قائلاً: “نجد اليوم من يتحدث عن الشأن اليمني دون أن يعرف تضاريس البلاد ولا تركيبتها الاجتماعية، في حين أن من يريد التأثير فعلاً يجب أن يعرف الناس والأماكن التي يتحدث عنها.”
وختم الأحمدي حديثه بالتأكيد على أن التثقيف المعرفي الميداني ضرورة لكل من يتصدر المشهد العام، معتبراً أن فهم اليمن لا يكون من المكاتب أو عبر التحليل البعيد، بل من خلال الاقتراب من الناس، كما كان يفعل الرئيس صالح في كثير من جولاته.
