آخر تحديث :الأحد-19 أكتوبر 2025-08:00م
رياضة

لابورتا: أعدنا برشلونة لمكانه الطبيعي.. والبعض كان يسعد بحصارنا

الأحد - 19 أكتوبر 2025 - 05:35 م بتوقيت عدن
لابورتا: أعدنا برشلونة لمكانه الطبيعي.. والبعض كان يسعد بحصارنا
عدن الغد : متابعات

أكد خوان لابورتا، رئيس برشلونة، أن النادي الكتالوني عاد إلى موقعه المستحق بين الكبار، وذلك في خطابه أمام الجمعية العمومية قبل الانتخابات المقررة في الربيع المقبل.

وقال لابورتا، في تصريحات أبرزتها صحيفة "آس" الإسبانية: "لقد أعدنا برشلونة إلى المكان الذي يستحق أن يكون فيه. يمكنكم الاعتماد على أي مؤشر تريدونه، والواضح أننا أفضل بكثير مما كنا عليه قبل أربع سنوات ونصف، وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها. من لا يريد أن يراها، فليتذكر المثل القائل: لا أعمى أكثر ممن لا يريد أن يرى. لا يجب أن نصغي إلى النبوءات الكارثية من أولئك الذين لا يظهرون ولا ينتظر حضورهم. سندافع عن برشلونة ضد الجميع. كانت هناك مجموعات تسعد برؤية النادي محاصرًا، لكننا قاومنا بفضل نضالنا وحققنا استقلالية برشلونة".

وجاءت تصريحات لابورتا خلال خطاب دام 32 دقيقة، ألقاه في الجمعية العمومية العادية لأعضاء النادي. وأقيمت الجمعية للعام الرابع على التوالي بطريقة إلكترونية، رغم أن لابورتا كان قد تعهد العام الماضي بعقدها حضوريا. ودخل الرئيس القاعة وهو يدندن بنشيد برشلونة ويصفق، في مشهد يعكس ثقته التامة.

وأشاد لابورتا بعمله خلال الموسم الماضي الذي تزامن مع الذكرى الـ125 لتأسيس النادي، قائلا: "حققنا ثلاثية بطريقة تعكس أسلوبنا المميز، وأود أن أخص بالشكر ديكو وهانز فليك وكل أفراد الطاقم الطبي والإداري، إضافة إلى اللاعبين الذين شكّلوا مجموعة مثالية".

وتطرق رئيس برشلونة إلى الوضع الاقتصادي قائلا: "لقد فعلنا كل ذلك ليظل الأعضاء هم الملاك الحقيقيون للنادي. اتخذنا إجراءات تحميهم من الأعباء المالية. الأعضاء هم من يقررون مستقبل النادي. النتائج التشغيلية عادت إلى الإيجابية، ما يؤكد تعافي المؤسسة بعد الإرث الكارثي الذي تحملناه. وهذا الإنجاز تحقق رغم لعبنا خارج ملعبنا بسبب أعمال الترميم. هذا العام، لم يسجل المدققون أي ملاحظات بفضل الجهد الهائل من الفريقين الاقتصادي والرياضي، اللذين نجحا في خفض كتلة الرواتب إلى 54% من الإيرادات".

وأضاف: "منذ أربع سنوات ونصف وأنا أسمع من المتشائمين وأصحاب النظريات أن النادي سيتحول إلى شركة مساهمة، لكن الوقائع تنفي ذلك. برشلونة ليس شركة، بل مؤسسة. أريد هؤلاء بعيدين عنا. نحن أكثر من مجرد نادٍ لأننا ما زلنا ملتزمين تجاه كتالونيا والديمقراطية والمساواة. علينا الإيمان حتى النهاية، كما فعل فليك مع أراوخو أمس".

كما تحدث لابورتا عن العودة إلى الملعب الجديد مشيدًا بالاتفاق مع "سبوتيفاي"، قائلا: "هذا الملعب هو حلمنا الجماعي الذي ستستمتع به الأجيال القادمة. كانت لدينا الشجاعة لإطلاق المشروع في وقت صعب. سترونه وتعيشونه بأنفسكم. أشكر الفنيين في النادي والبلدية على عملهم الكبير". ثم دعا إلى تصفيق حار لمسؤولي مشروع "إسباي بارسا" خاصة إلينا فورت، "التي شرحت العملية بأقصى درجات الشفافية".

وختم رئيس برشلونة حديثه بالإشادة بكرة القدم النسائية متسائلًا: "ماذا كان سيحدث لكرة القدم النسائية لولا برشلونة؟"، كما أشاد بفريق "جينيون" الفائز بلقب الليجا، والفريق الشاب المتوج ببطولة دوري الشباب الأوروبي، معترفًا في المقابل بأن "الأمور لم تسر كما كنا نأمل في كرة السلة وكرة الصالات".

تاريخ كامب نو

يُعتبر ملعب "كامب نو" أحد أبرز المعالم الرياضية في العالم، ليس فقط لكونه الملعب الرسمي لنادي برشلونة، بل لأنه أصبح رمزًا كرويًا وثقافيًا يعكس هوية المدينة الكتالونية.

وقد افتُتح الملعب رسميًا في 24 سبتمبر/ أيلول 1957 بمباراة ودية جمعت برشلونة مع فريق ليجا وارسو البولندي، وشهد حضورا جماهيريا هائلا آنذاك، ليبدأ مسيرة طويلة ارتبطت بالإنجازات والذكريات الخالدة.

وتعود فكرة إنشاء الملعب إلى خمسينيات القرن الماضي، حين شعر مسؤولو برشلونة أن ملعب "ليس كورتس"، الذي كان يحتضن مباريات الفريق، لم يعد قادرا على استيعاب الأعداد المتزايدة من الجماهير.

وجاء قرار بناء "كامب نو" ليكون مشروعًا عملاقًا يليق بالنادي الذي كان يتوسع رياضيًا وجماهيريًا.

وبالفعل، استغرق البناء 3 سنوات بتكلفة ضخمة في ذلك الوقت، بلغت حوالي 288 مليون بيزيتا إسبانية.

ومنذ افتتاحه، احتضن الملعب العديد من المناسبات الكبرى، أبرزها نهائي دوري أبطال أوروبا عام 1999 بين مانشستر يونايتد وبايرن ميونخ، الذي اعتُبر من أكثر النهائيات إثارة في التاريخ بعد ريمونتادا الشياطين الحمر في اللحظات الأخيرة.

وكان كامب نو مسرحًا لمباريات كأس العالم 1982 في إسبانيا، بالإضافة لاستضافته لمنافسات كرة القدم في أولمبياد برشلونة 1992.

وعلى صعيد برشلونة، ارتبط "كامب نو" بمسيرة أسطورية لعدد من أعظم لاعبي كرة القدم، مثل يوهان كرويف، ودييجو مارادونا، ورونالدينيو، وليونيل ميسي، الذين خطفوا الأضواء على أرضيته عبر عقود مختلفة.

وقد أصبح الملعب شاهدًا على الإنجازات المحلية والأوروبية للنادي، خصوصًا في حقبة المدرب بيب جوارديولا، حين قاد الفريق لتحقيق ثلاثية تاريخية عام 2009.

ويُعرف "كامب نو" أيضًا بسعته الجماهيرية الهائلة، حيث تجاوزت في بعض الفترات حاجز 120 ألف متفرج قبل أن تُخفض لاحقًا إلى نحو 99 ألفًا لأسباب تتعلق بالسلامة.

ورغم ذلك، ظل الأكبر في أوروبا وواحدًا من أكثر الملاعب امتلاءً بالجماهير في مختلف المواسم، إذ يُعتبر بالنسبة للمشجعين الكتالونيين مكانا مقدسا يجمع بين الرياضة والانتماء.

وعلى مر العقود، لم يكن "كامب نو" مجرد ملعب لكرة القدم، بل أصبح منصة للتعبير عن الهوية الكتالونية، خصوصًا في فترات الحراك الاجتماعي.

وكان المدرج الجنوبي للملعب، المعروف باسم "جول سود"، رمزًا لتجمع الجماهير المتحمسة، التي لا تكف عن الهتافات والأغاني الداعمة للنادي.

اليوم، مع مشروع إعادة التحديث والتطوير الجاري، يسعى برشلونة إلى تحويل "كامب نو" إلى تحفة معمارية حديثة تواكب متطلبات كرة القدم العصرية، مع زيادة في عدد المقاعد وتطوير المرافق لتقديم تجربة استثنائية للجماهير.