آخر تحديث :الأربعاء-22 أكتوبر 2025-02:59م
مجتمع مدني

مركز التأهيل السمعي والتخاطب في مأرب.. صرح إنساني يستعيد أصوات الأمل

الأربعاء - 22 أكتوبر 2025 - 12:03 م بتوقيت عدن
مركز التأهيل السمعي والتخاطب في مأرب.. صرح إنساني يستعيد أصوات الأمل
مأرب (عدن الغد) نبيل عليوه

في قلب مدينة مأرب حيث تمتزج العزيمة بالأمل ينهض مركز التأهيل السمعي والتخاطب كمنارة مضيئة للإنسانية حاملاً على عاتقه رسالة نبيلة تهدف إلى إعادة الحياة لأصوات خفتت وكلمات تعثرت في طريق النطق وأحلام صغيرة كانت تنتظر فرصةً لتتحقق

يُعَد المركز أحد أهم المشاريع الإنسانية التي تُنفذها الجمعية الدولية – الأمين في اليمن إذ يسعى منذ تأسيسه إلى تمكين الأطفال الذين يعانون من ضعف السمع أو اضطرابات النطق من استعادة قدراتهم الطبيعية في التواصل عبر برامج علاجية وتأهيلية مدروسة تُنفَّذ على أيدي أخصائيين مؤهلين يمتلكون الحس الإنساني قبل الخبرة العلمية

في أروقة المركز تتناثر قصص النجاح كزهورٍ تتفتح كل صباح

أطفالٌ كانوا عاجزين عن التعبير أو التواصل أصبحوا اليوم ينطقون كلماتهم الأولى بثقة وفرح وأمهاتٌ تفيض عيونهن بالدموع من شدة الامتنان بعدما استعاد أبناؤهن القدرة على التفاعل مع العالم من جديد

ويعمل المركز وفق خطط علمية دقيقة تراعي خصوصية كل حالة..حيث يخضع الأطفال لجلسات فردية وجماعية في العلاج السمعي والنطقي تتخللها تدريبات على النطق الصحيح وتمارين لتحفيز مهارات السمع والتركيز والتفاعل اللغوي

كما يقدّم المركز جلسات توعية وإرشاد للأسر حول كيفية دعم أبنائهم في المنزل ومتابعة تطورهم بشكل مستمر

لقد أصبح مركز التأهيل السمعي والتخاطب في مأرب نموذجًا يُحتذى في العمل الإنساني المتكامل بفضل ما يقدّمه من خدمات تخصصية ذات أثر ملموس في حياة الأفراد والمجتمع

إن الجهود التي تبذلها الجمعية الدولية – الأمين من خلال هذا المشروع تعكس إيمانها العميق بحق الجميع في التواصل والتعبير وبأن الإعاقة ليست نهاية الطريق بل بداية لرحلة جديدة من الإصرار والأمل

ويؤكد المتابعون أن المركز يمثل خطوة نوعية في مسار دعم ذوي الاحتياجات الخاصة في اليمن إذ لا يقتصر دوره على العلاج فحسب بل يمتد ليشمل بناء الثقة وتعزيز دمج الأطفال في مدارسهم ومجتمعاتهم

وقد نال المركز إشادات واسعة من الأهالي والجهات الرسمية والإنسانية تقديرًا لجهوده في صناعة الفرق وإحياء الأمل في نفوس المئات من الأسر

وهكذا يظل مركز التأهيل السمعي والتخاطب في مأرب عنوانًا مضيئًا للرحمة والعمل الصادق ورسالة واضحة بأن العطاء الإنساني هو الصوت الذي لا يخبو وبأن كل كلمة ينطقها طفل بعد رحلة علاج طويلة هي انتصار جديد للإنسانية جمعاء