آخر تحديث :Sun-26 Oct 2025-11:59AM
اليمن في الصحافة

تحويل المستشفيات إلى مشاريع ربحية.. الحوثيون يطردون المرضى ويغلقون أبواب العلاج المجاني في صنعاء

الأحد - 26 أكتوبر 2025 - 09:54 ص بتوقيت عدن
تحويل المستشفيات إلى مشاريع ربحية.. الحوثيون يطردون المرضى ويغلقون أبواب العلاج المجاني في صنعاء
الشرق الأوسط

في واقعة تكشف حجم الانهيار الإنساني داخل مناطق سيطرة الحوثيين، طردت المليشيا العشرات من المرضى من المستشفيات الحكومية في العاصمة صنعاء، بعد تحويلها إلى مؤسسات استثمارية تجارية تفرض رسوماً باهظة على الخدمات الطبية التي كانت تقدم مجاناً للفقراء.


وأكدت مصادر طبية ومحلية في صنعاء أن المشرفين الحوثيين على المستشفيات العمومية أصدروا خلال الأسابيع الماضية تعليمات بتقليص الخدمات المجانية إلى الحد الأدنى، ومنع تقديم أي علاج دون دفع الرسوم، إلا بتوصيات خاصة من قيادات الجماعة.


وأشارت المصادر إلى أن مزاعم المليشيا بتقديم العلاج المجاني مجرد دعاية إعلامية، مؤكدة أن جميع الخدمات الصحية أصبحت خاضعة للجبايات والرسوم المرتفعة. وكشفت عن حوادث مؤلمة لطرد مرضى من المستشفيات بسبب عجزهم عن الدفع، من بينهم مريضة أُخرجت من قسم العناية المركزة في “المستشفى الجمهوري” وتركها في فناء المستشفى دون رعاية طبية.


وتداول ناشطون على مواقع التواصل مقطع فيديو لمواطن يبكي بعدما عجز عن شراء دواء لابنته، عقب وقف الخدمات المجانية في “مستشفى الشيخ زايد” الذي كان يقدم الرعاية الإنسانية قبل أن تحول الجماعة اسمه إلى “مستشفى فلسطين” وتجعله مرفقاً تجارياً برسوم مرتفعة.


مصادر طبية أكدت أن الممارسات الحوثية حوّلت القطاع الصحي إلى مصدر استثمار وربح، بعد أن أوقفت الجماعة برامج العلاج المجاني والفحوصات والعمليات الجراحية للفقراء. وفي يوليو الماضي، تم طرد عشرات المرضى بعد قرار يقضي بوقف التنويم والعلاج المجاني تماماً.


وفي الوقت الذي تتفاخر فيه المليشيا بإطلاق مشاريع صحية جديدة “مجانية” بتوجيهات من مهدي المشاط، أكدت المصادر أن أغلب تلك المرافق الخيرية تحولت إلى مستشفيات خاصة بأسعار باهظة لا يقدر عليها سوى المقربون من الجماعة.


وتأتي هذه الانتهاكات ضمن سلسلة طويلة من الجرائم الحوثية بحق القطاع الصحي. فقد كشفت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات عن ارتكاب الجماعة أكثر من 5423 انتهاكاً ضد القطاع الصحي بين عامي 2017 و2024، شملت قتل 62 عاملاً صحياً، وإصابة 87، واعتقال 167 آخرين، إلى جانب تدمير 36 مرفقاً صحياً تدميراً كاملاً وإغلاق أكثر من 700 مستشفى ومركز طبي.


كما استولت المليشيا على عشرات المستشفيات والصيدليات، واستخدمت سيارات الإسعاف لأغراض عسكرية، فيما حوّلت المنشآت الطبية إلى مصادر تمويل حربي ونهبت المساعدات المخصصة للمرضى والمحتاجين، لتزيد من معاناة اليمنيين الذين يواجهون واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.