آخر تحديث :الأربعاء-29 أكتوبر 2025-01:17ص
رياضة

برشلونة بلا قائد في الخلف.. رحيل مارتينيز يكشف هشاشة منظومة الدفاع

الثلاثاء - 28 أكتوبر 2025 - 04:55 م بتوقيت عدن
برشلونة بلا قائد في الخلف.. رحيل مارتينيز يكشف هشاشة منظومة الدفاع
عدن الغد : متابعات

يعيش برشلونة أزمة دفاعية حقيقية هذا الموسم، إذ افتقد الفريق صلابته المعهودة منذ رحيل مدافعه إينيجو مارتينيز، الذي كان بمثابة القائد الحقيقي للخط الخلفي تحت قيادة المدرب هانز فليك.

غياب مارتينيز ترك فراغاً واضحاً في التنظيم الدفاعي وأظهر هشاشة المنظومة الكتالونية في المباريات الكبرى، حيث لم يتمكن فليك حتى الآن من إيجاد التوليفة القادرة على إعادة التوازن للفريق.

ووفقاً لصحيفة "آس" الإسبانية، فإن مباراة الكلاسيكو الأخيرة أمام ريال مدريد كانت دليلاً جديداً على تفاقم أزمة الدفاع في برشلونة، إذ ظهر الفريق بعيداً عن الصلابة التي ميزته في الموسم الماضي. فليك وجهازه الفني يدركان تماماً هذا الخلل، لكن محاولاتهما لإصلاحه لم تسفر بعد عن نتيجة ملموسة، لتظل الثغرات الدفاعية كابوساً يؤرق النادي في كل مواجهة قوية.

المشكلة لا تقتصر على رباعي الدفاع فقط، بل تمتد إلى الضغط الجماعي الذي يشكل حجر الأساس في أسلوب لعب برشلونة، فمع النظام المعتمد على الخطوط المتقدمة والضغط العالي، تصبح أي ثغرة في التنسيق خطراً حقيقياً. وقد تجلى ذلك بوضوح في هدف كيليان مبابي بالكلاسيكو، حين تمكن جود بيلينجهام من تمرير الكرة بسهولة خلف الدفاع، ليستغل المهاجم الفرنسي المساحة بين باو كوبارسي وإيريك غارسيا ويسجل دون عناء.

ويفتقد برشلونة بشدة شخصية مارتينيز الصلبة، الذي كان بمثابة صمام الأمان منذ بداية عهد فليك.

وأشارت إلى أن غياب مارتينيز أدى إلى انهيار النسق الدفاعي بالكامل، ليجد المدرب الألماني نفسه مضطراً لإعادة بناء المنظومة من الصفر.

وبعد عدة تجارب، استقر فليك على الثنائي كوبارسي وإريك جارسيا، مانحاً إياهما الاستمرارية في المباريات الأخيرة، إلا أن الأداء ما زال دون المستوى المطلوب، وسط أخطاء قاتلة وتردد واضح في المواجهات الفردية.

على الأطراف، لا يعيش جول كوندي وأليخاندرو بالدي أفضل فتراتهما. فالفرنسي يبدو فاقداً للتركيز، ويرتكب انقطاعات غير معتادة في مستواه، بينما لا يزال بالدي بعيداً عن مستواه السابق منذ عودته من الإصابة.

كما أن كوندي يعاني من بعض المشكلات البدنية التي أثرت على حضوره الذهني داخل الملعب، ما زاد من هشاشة الخط الخلفي.

وفي ظل ضعف الضغط الجماعي وتراجع أداء الدفاع، وجد برشلونة ضالته مؤقتاً في الحارس الشاب خوان جارسيا، الذي كان بمثابة طوق النجاة للفريق في أكثر من مباراة بفضل تألقه اللافت. لكن إصابته الأخيرة كانت ضربة موجعة لمنظومة فليك، إذ خاض جارسيا ست مباريات تلقى خلالها أربعة أهداف فقط بمعدل 0.7 هدف في المباراة، مع 14 تصدياً ناجحاً.

أما الحارس البولندي فويتشيك تشيزني، فرغم تألقه أمام ريال مدريد في "البرنابيو"، فإنه يتلقى بمعدل هدفين في كل مباراة، وهو فارق واضح في الأرقام بين الحارسين.

إحصائياً، لم ينجح برشلونة هذا الموسم في الحفاظ على نظافة شباكه سوى في 3 مباريات فقط، بينما يتلقى بمعدل 1.2 هدف في كل مواجهة. كما تعرض مرماه لـ90 تسديدة، بمعدل تسع تسديدات في المباراة الواحدة، وهي أرقام مقلقة للغاية لفريق يسعى لاستعادة توازنه الدفاعي وبناء قاعدة صلبة تعيد له الهيبة التي فقدها منذ رحيل مارتينيز.

كواليس انتقال إينيجو مارتينيز إلى النصر

شهد انتقال الإسباني إينيجو مارتينيز إلى النصر السعودي أحداثًا غير متوقعة، بدأت شرارتها خلال جولة برشلونة الآسيوية هذا الصيف، رغم أن رحيله لم يكن مطروحًا على الطاولة في خطط النادي الكتالوني.

ووفقًا لصحيفة "موندو ديبورتيفو"، فإن اتصالات سابقة جرت بين اللاعب والنصر في سوق الانتقالات الشتوية الماضية، لكن إدارة برشلونة كانت متمسكة ببقاء المدافع الباسكي الذي شكل ثنائيًا مميزًا بجانب الشاب باو كوبارسي في الموسم الماضي تحت قيادة المدرب هانز فليك.

التقرير أوضح أن الفكرة عادت للحياة أثناء وجود برشلونة في كوريا الجنوبية أواخر يوليو / تموز، حيث بدأ التغير في الموقف بعد استبعاده من مباراة ودية أمام إف سي سيول بداعي "انزعاجات بسيطة"، قبل أن تتطور الأمور سريعًا مع وصول مبعوث من النصر إلى فندق إقامة الفريق في سيول.

وفي 3 أغسطس / آب، انسحب مارتينيز من مران برشلونة بعد دقائق قليلة بسبب "إرهاق عضلي"، ثم ألغى ظهوره في مؤتمر صحفي، وتوالت المؤشرات على اقتراب رحيله، حتى عرض اللاعب رسميًا على الإدارة عرض النصر، ليوافق النادي والمدرب على الصفقة تقديرًا لفرصة اللاعب.

ورغم أن الصفقة ساعدت برشلونة على تحسين وضعيته في ملف "اللعب المالي النظيف"، فإنها لم تكن جزءًا من خطة البيع المسبقة، إذ كانت الإدارة تدرس أسماء أخرى للرحيل ولم يكن مارتينيز ضمنها.

تصريح ديكو

وعن أسباب رحيل إنييجو مارتينيز إلى النصر السعودي، قال ديكو المدير الرياضي لبرشلونة: "إنييجو لم يرحل بسبب اللعب المالي النظيف ولا بسبب وعد من النادي ولم يكن مخططًا رحيله، خروج فاتي مثلًا كان مخططًا رياضيًا كي يستعيد مستواه، بينما رحل لينجليت بسبب اقتراب انتهاء عقده".

وشدد: "كل الذين رحلوا كانوا لأسباب رياضية وساعدونا ماليا أيضا إلا إنييجو".