منتخب مبتوري الأقدام.. قصة انتصار اليمن على ألغام الحوثي

لم تستسلم اليمن للحرب والألغام الحوثية وصنعت من الضحايا منتخبا لكرة قدم ذوي البتر.

المنتخب الذي يضم عددًا من ضحايا الحرب وألغام مليشيات الحوثي المنتشرة في عرض البلاد وطولها، استطاع الانتصار على واقع الحرب، وتغلب على الإعاقات التي خلفتها ألغام الحوثي ومتفجراته.

وها هو المنتخب اليمني لذوي البتر سجل، الاثنين الماضي، أول مشاركة قارية، من خلال خوض غمار التصفيات الآسيوية بأندونيسيا المؤهلة إلى كأس العالم للاعبين ذوي البتر، في حلمٍ كاد أن يتبخر في اللحظات الأخيرة.

أحلام تُحلّق

منتخب اليمن للاعبين مبتوري الأقدام ما كان له أن يتواجد في محفل قاري بهذا الحجم، وأوشكت أحلامه على التلاشي؛ لولا تدخل نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن الفريق أول طارق صالح.

ساند صالح أحلام مبتوري الأقدام ودعمهم لمواصلة مسيرة انتصاراتهم على الإعاقة وعلى ألغام الحوثي، بحسب أحد لاعبي منتخب اليمن لكرة قدم المبتورين، جهاد البريهي.

يضيف البريهي: "نتواجد اليوم في العاصمة الأندونيسية جاكرتا من أجل حلمٍ كاد أن يتبخر في اللحظات الأخيرة، لكن الله لا يخذل الحالمين".

ويواصل: "في الوقت الذي كنا نرى حُلُمنا يتلاشى أمام أعيننا، وصل دعم الفريق طارق صالح الذي شعر بنا، ولامس وجعنا، واستجاب لمناشداتنا التي حملها الجميع، دون استثناء".

وقال البريهي: "اليوم، ننطلق إلى وجهتنا العالمية، نحمل معنا تعب السنين، وإصرار الأبطال، وأمل اليمن كله، ونؤمن أن هذه ليست مجرد رحلة إلى التصفيات، بل رحلة إلى العالمية، وإلى إثبات أن الإرادة أقوى من الإعاقة".

ويختم لاعب المنتخب اليمني لذوي البتر، جهاد البريهي، حديثه بشكر الفريق طارق صالح، وكل من ساند بصوته حتى استطاع الحلم أن يحلّق جناحيه، حد تعبيره.

تحدي وإنجاز

رئيس الاتحاد اليمني لكرة قدم ذوي البتر، الكابتن علاء الصاصي، اعتبر مشاركة المنتخب اليمني لذوي البتر في تصفيات كأس آسيا المؤهلة إلى كأس العالم، "تحديًا وانجازًا"؛ كون الاتحاد حديث التأسيس، واستطاع -في فترة وجيزة- تسجيل اسمه ضمن منتخبات قارة آسيا".

وقال الصاصي لـ"العين الإخبارية": "إن هناك من تخلى عن المنتخب وتخلى عن دعمه من جهاتٍ حكومية، لكن عزيمة الأبطال من اللاعبين والاتحاد قرروا المشاركة وتحدي العراقيل ونجحوا في ذلك".

لافتًا إلى دعم الأخوة في المقاومة الوطنية بالساحل الغربي، الذين وقفوا مع الاتحاد في آخر رمق، بتحملهم تكلفة المشاركة وتقديم جزء من الدعم، وكانوا جهةً مساعدة للأبطال لتحقيق هدفهم بالمشاركة.

وتمنى الصاصي أن تكون مشاركة منتخب اليمن لذوي البتر موفقة وناجحة، وأن يتأهل إلى كأس العالم، مضيفًا: "كوننا اتحاد حديث فهناك بطولات قادمة سنرتب لها ونستعد بشكل أفضل، وسنعمل على فتح فروع للاتحاد بجميع المحافظات اليمنية، فهذه الفئة تحتاج منا جميعًا للوقوف معهم وإسعادهم".

وأشار الكابتن علاء الصاصي، في ختام حديثه لـ"العين الإخبارية"، إلى أن أعضاء منتخب اليمن لذوي البتر، معظمهم من ضحايا ألغام الحوثي، بالإضافة إلى ضحايا الأخطاء الطبية والحوادث الطبيعية والعفوية.