دشنت مؤسسة إنسجام للتنمية جلسات حوارية حول بناء السلام والحوار الطلابي صباح اليوم الأربعاء الموافق 12/11/2025، ضمن مشروع نادي السلام الطلابي بكلية الحقوق - جامعة عدن، وبالشراكة مع الاتحاد العام لطلاب جامعة عدن ومنظمة كير العالمية، بتمويل من الاتحاد الأوروبي وبرعاية الأستاذ حامد أحمد لملس، وزير الدولة ومحافظ العاصمة عدن، والدكتور الخضر لصور، رئيس جامعة عدن.
وفي مستهل الجلسة رحب الأستاذ صالح المنصوري، المسؤول الإداري في مؤسسة إنسجام للتنمية، بالحاضرين، مؤكداً على أهمية تدشين نادي السلام الطلابي في أوساط الجامعات، لتعزيز حضور الشباب في صنع القرار والمساهمة في التنمية، وخلق حوار سلمي بعيداً عن التعصب والخلافات.
وأشار المنصوري إلى أن مشروع نادي السلام الطلابي يهدف لترسيخ مبادئ الحوار وبناء الوعي، وفهم احتياجات الطلاب، مؤكدًا أن أي مبادرة صغيرة يمكن أن تحدث فرقاً كبيراً، مع توجيه الشكر لكل من ساهم في إنجاح المشروع.
وقال نجم النوبي، الأمين العام لاتحاد طلبة جامعة عدن، إنّ الاتحاد العام لطلاب جامعة عدن يؤمن بأن دور الطالب لا يقتصر على التحصيل العلمي، بل يمتد ليشمل بناء مجتمع جامعي تسوده روح الحوار والتفاهم والاحترام المتبادل.
وأضاف أن نادي السلام هو جزء أصيل من الاتحاد ويعمل تحت إشرافه، وأنهم سيقدمون كل أشكال الدعم والتسهيلات للنادي ليواصل رسالته في خدمة طلاب الجامعة ونشر ثقافة السلام بينهم، مؤكدين أن مشاركة الطلاب في هذه المبادرات تعزز من قيم الحوار والقيادة الجامعية.
ومن جانبه، أعرب العميد محمد صالح محسن، عميد كلية الحقوق - جامعة عدن، عن تقديره لجهود مؤسسة إنسجام للتنمية في تدشين نادي السلام الطلابي، مشيراً إلى أن هذا النادي سيكون منصة انطلاق للشباب في جامعاتهم، مؤكداً أن غياب الشباب يعني غياب الأمن والاستقرار والحلول السليمة، وأن المستقبل مرتبط بتفعيل دورهم الفعّال في المجتمع الجامعي.
وأضاف العميد محسن، نحن فخورون بدور شبابنا الجامعي، ونسعى دائماً لتوفير بيئة تعليمية تحفز الإبداع والقيادة لديهم، ومثل هذه المبادرات تعكس حرص الجامعة على بناء جيل قادر على مواجهة التحديات وتعزيز قيم الحوار والسلام داخل المجتمع.
كما شدد العميد محسن على أن الجامعة ستواصل دعم جميع المبادرات الطلابية التي تبني قدرات الشباب، موضحاً أن دور العميد لا يقتصر على الإشراف الأكاديمي فحسب، بل يمتد إلى رعاية البرامج التي تغرس القيم الإنسانية والاجتماعية، مؤكداً أن الاستثمار في الشباب هو الاستثمار الحقيقي لمستقبل الجامعات.
وأشار أ.د. محمد عقيل العطاس، القائم بأعمال رئيس جامعة عدن ونائب رئيس الجامعة لشؤون الطلاب، إلى أهمية مثل هذه المبادرات في تعزيز الوعي الطلابي وبناء قدرات الشباب الجامعي، مؤكداً أن الجامعة تدعم كل الجهود التي تساهم في خلق بيئة تعليمية تسودها قيم الحوار والتفاهم واحترام الآخرين.
وأضاف أ.د. العطاس أن دعم الجامعة لمبادرات السلام والحوار الطلابي يأتي من إيمانها بأن الطلبة هم لبنة أساسية في بناء مجتمع جامعي متماسك، وأن تشجيعهم على المشاركة الفاعلة في الأنشطة المجتمعية والطلابية يسهم في تطوير مهاراتهم القيادية والاجتماعية، ويعزز ثقافة التعاون والتفاهم داخل الجامعة وخارجها.
وفي سياق متصل، قال محمد علي، عضو نادي السلام الطلابي وطالب في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، إنه من خلال تجربتنا في هذا النادي الذي ركز على السلام والحوار وحقوق الإنسان، فتح لنا آفاقاً أوسع لنكون جزءاً فعالاً في إحداث التغيير في جامعاتنا.
وأكد محمد علي أن ثقافة الحوار هي جسر ووسيلة لفتح مسارات السلام والتفاهم، وأن النادي قادر على ممارسة سلام فعلي بعيداً عن التعصب والخلافات، مع احترام الآخرين وأخلاقيات النقاش.
فيما أوضح إياد أحمد، المسؤول الوطني لملف حقوق الإنسان في المفوضية السامية للأمم المتحدة، أن حقوق الإنسان تقوم على المبادئ الإنسانية حتى في ظل الاختلالات التي أحدثتها الحرب، وأن فكرة الحوار تهدف إلى الابتعاد عن التعصب والكراهية وخلق بيئة آمنة للتعايش والتفاوض واتخاذ القرارات.
وأضاف أن كل عمل اجتماعي مشترك يُحدث فرقاً أكبر من العمل الفردي، وأن المبادرات الفردية تبقى محدودة بدون دعم حقوق الإنسان والجهات الحكومية المختصة.
وفي الختام جرت نقاشات مفتوحة بين الحاضرين والأستاذ إياد أحمد، تبادلوا فيها الأفكار والتجارب، وناقشوا سبل تعزيز قيم الحوار والسلام في المجتمع الجامعي، وكيفية تطبيق هذه المبادئ على أرض الواقع، بما يساهم في تنمية قدرات الطلاب وصقل مهاراتهم القيادية والاجتماعية.