أطلق الصحفي المعروف صلاح السقلدي تصريحات قوية حذّر فيها من أن أي تسوية سياسية قادمة تتجاهل الواقع القائم على الأرض ستكون مقدّمة لفشل جديد وصراعات أكثر دموية وتمزقاً في اليمن شمالاً وجنوباً. وقال إن التمسك بما يسمى “المرجعيات الثلاث” وفرض تسوية غير عادلة، يمثلان محاولة جديدة لدفن الأزمات بدلاً من حلّها، كما يتجاهلان تضحيات أكثر من عقد من الحرب والدمار.
وأوضح السقلدي في حديث تلفزيوني على قناة بلقيس، رصدته صحيفة عدن الغد مساء الجمعة، أن القضية الجنوبية تُدفع اليوم ثمن التنازلات والتضحيات التي قدّمها الجنوبيون، ورغم ذلك لا يزال البعض يريد وضعها في الهامش تحت مبرر الاصطفاف ضد الحوثيين. وأكد أن القضية الجنوبية ليست طارئة ولا مرتبطة بالحرب الحالية، بل سبقت ظهور الحوثيين وحروب صعدة، وبالتالي ربط حلها بإسقاط الحوثيين يُعدّ تعسفاً ومحاولة للهروب من الفشل.
وأضاف السقلدي أن على القوى السياسية أن تتحمل مسئوليتها تجاه الناس الذين يسحقهم الفقر والبؤس، وأن تعي أن تجاهل القضية الجنوبية وتهميش القوى الفاعلة سيجعل اليمن مجرد كانتونات متشظية وصراعات لا تتوقف. وتساءل: “لا نعرف ماذا بقي لدى الانتقالي أن يقدمه حتى ترضى عنه هذه الأحزاب ويرضى عنه التحالف؟”.
واختتم السقلدي حديثه بالتأكيد على أن موقف الانتقالي الرافض لخارطة الطريق – رغم عدم إعلان تفاصيلها – موقف منطقي ومبرر، لأن التخوف من أن يقدم التحالف تنازلات جديدة للحوثيين على حساب الجنوب وقضيته تخوف حقيقي وواقعي. وقال إن تحويل الجنوب إلى “الجدار القصير” سيكون شرارة لانفجار جديد أكثر خطورة وتعقيداً.
غرفة الأخبار / عدن الغد
