أثارت وثيقة قبلية متداولة في اليمن موجة غضب واستياء واسعَيْن، بعد أن احتوت على قرار بطرد شاب من قبيلته لمجرّد تقدّمه للزواج من فتاة يعمل والدها في مهنة “المزيّن” (الحلّاق)، وهي مهنة يعتاش منها آلاف اليمنيين بكرامة.
الوثيقة، التي لم يُعرف مكان صدورها على وجه الدقة داخل اليمن، أظهرت توقيعات ومصادقات عدد من مشايخ ينتمون لأسرة آل رقام، معلنين فصل الشاب وحرمانه من كافة حقوقه القبلية واعتباره خارجاً عن “عادات القبيلة”، في خطوة وُصفت بأنها واحدة من أسوأ صور التعصّب الطبقي.
القرار أثار إدانات شعبية واسعة، حيث عبّر مواطنون وناشطون عن رفضهم القاطع لاعتبار العمل الشريف سبباً للعار أو للإقصاء الاجتماعي، مؤكدين أن مهنة “المزيّن” ليست انتقاصاً من صاحبها بل مصدر رزق كريم يحفظ كرامة الإنسان.
وقال ناشطون إن الوثيقة القبلية لا تُهين الشاب أو والد الفتاة، بل “تُهين من وقّع عليها”، لأنها تعكس عقلية ماضوية تتنافى مع قيم الدين والإنسانية، معتبرين أن التمييز بين الناس على أساس المهنة يمثل “جاهلية صريحة” لا تزال تتنفس داخل بعض الأعراف.
وأشار معلقون إلى أن اليمن يعيش ظروفاً اقتصادية صعبة دفعت الآلاف لاكتساب مهن يدوية جديدة لتأمين لقمة العيش، معتبرين أن ازدراء هذه المهن يضرب روح التكافل الاجتماعي ويعمّق الانقسامات داخل المجتمع.
وأكد يمنيون أن “شرف المهنة تاج على رؤوس أصحابها”، بينما “التعصب الطبقي هو العار الحقيقي”، مطالبين بسن قوانين تجرّم أي ممارسات تهين العمل الحِرَفي أو تستخدم الأعراف القبلية لحرمان الأفراد من حقوقهم الأساسية.
غرفة الأخبار / عدن الغد
