لوّح تجار سوق باب السلام في العاصمة صنعاء ـ أكبر سوق للملابس بالجملة في اليمن وأحد أهم مراكز تجارة الأقمشة والملبوسات ـ بتنفيذ إضراب شامل ردًّا على قرار مضاعفة الجمارك على الملابس بنسبة 100%، وهو القرار الذي وصفه التجار بأنه “القشة التي قصمت ظهر السوق” في ظل الظروف الاقتصادية الخانقة التي تمر بها البلاد.
وبحسب ما أفاد به عدد من التجار في رسالة متداولة، فإن مضاعفة الجمارك والضرائب، إلى جانب ما وصفوه بـ”قسوة بعض الموظفين وابتزاز النقاط”، دفعت العديد من المستثمرين اليمنيين إلى الهجرة بأموالهم إلى السعودية، بينما قرر تجار باب السلام اتخاذ خطوة احتجاجية غير مسبوقة.
وأشار التجار إلى أن الإضراب المرتقب سيكون “أول إضراب تجاري بهذا الحجم في تاريخ اليمن”، معتبرين أن القرارات الجديدة ستنعكس مباشرة على أسعار الملابس وستثقل كاهل المواطن الذي يُعد الخاسر الأكبر في نهاية المطاف.
وقال التجار إن سوق باب السلام لم يكن مجرد مركز بيع، بل مدرسة في الأمانة والأخلاق واللياقة، مؤكّدين أنهم صبروا كثيرًا طوال سنوات الحرب والحصار وتضاعف الرسوم والنقاط العسكرية وإغلاق الطرق، لكن القرارات الأخيرة دفعتهم إلى حافة الانهيار.
ووجّه اقتصاديون ورجال أعمال دعوات إلى التراجع الفوري عن الزيادات الأخيرة في الجمارك والضرائب، مؤكدين أن القطاع الخاص اليمني “يقوم بمعجزات يومية لتوفير الغذاء والدواء والملابس للمواطنين وسط ظروف مستحيلة”، وأن أي إجراءات تضييقية جديدة قد تؤدي إلى تفجر سلسلة من الإضرابات المتتابعة التي ستضرب الأسواق في صنعاء وعدن وبقية المحافظات.
ويحذر مراقبون من أن تجاهل مطالب التجار سيقود إلى موجة غلاء جديدة قد تمتد آثارها إلى جميع القطاعات التجارية، بما يهدد بالقضاء على ما تبقى من النشاط الاقتصادي في البلاد.
غرفة الأخبار / عدن الغد