في زحمة الحياة وركض المصالح وسكون الضمائر ، يغيب الابطال عن الألسنة ، كما أنهم لم يكونوا رحل الشهيد جلال الزغلي فتنكر من كان يوماً له أنيس وحبيب وحارس وجليس ، وغطّى النسيان صورته وصوته وكل ملامحه في قلوب لا ترحم بلا ذاكرة !
رحل الشهيد جلال محمد عبد اللّه الزغلي ، ولم تكن الشمس أثناء رحيله ظهر ذلك اليوم الحزين سوى جفن مبلل بالدمع ، تطل علينا حزينة وبخطوات متثاقلة والسماء كئيبة والرياح أعلنت الحداد ، وكأنهن حزينات على مديرية لودر التي طعنت في خاصرتها من الخلف بلا رحمة !
في لفتة وفاء نادرة تعبر عن عمق الترابط المجتمعي ، وترسيخ معاني الحب والإخاء ، استطاع ترابط قتيب الرياضي وبدعم من أهالي القرية بكل آنفة وكبرياء وشموخ ممثل بالكابتن جلال سالم علوي الأمر ، أن ينظم مباراة ودية على ملعب قرية حداء والتي سوف تُقام عصر يوم الجمعة القادم بين منتخبي الحضن واماجل إلى جانب دعم الولد العزيز الخضر احمد صالح البعسي (الدنبوع) في إحياءً الذكرى المئوية لشهيد الغدر والخيانة جلال محمد عبداللّه الزغلي أحد أبناء المنطقة الذين كتبوا أسماءهم في سجل التضحية بمداد من دم وشرف !
الشهيد جلال الزغلي لم يكن مجرد إنسان ، بل كان قنديلاً يضيء لمن حوله ، وظلّا وارفاً لرفاقه وصوتاً لايعرف الانكسار !
وحين قرر القدر أن يختار جلال شهيداً لم يرحل بل عانق الخلود وترك خلفه ذكرى تبكي بألم ، ويزداد الالم والشوق في نفوسنا حين نسأل الدار عمن كان يسكنها يجيبك باب منزله بصوت موجوع ويخبرك بإن جلال وقومه قد رحلوا !
حين يصمت الصمت ويتكلم الوفاء ، الكابتن جلال الأمر قال أنا لها بعد أن تخلت كل الناس وعجزت القيادات العسكرية عن الشهيد جلال ، وفعلاً أهل قرية قتيب هم لها ومثلهم جلال الأمر في رثاء جلال الشهيد الذي سوف يقيم مراسيم لمباراة ودية يحيي بها ذكراه !
فهي ليست مجرد مباراة وانتهى الأمر هي نداء من قلب ينادي بأخذ الثأر وصرخة ضمير حي ووقفة صادقة ورسالة وفاء لشهيد لم يغادر ، في لحظة يمتزج فيها الالم بالفخر والدمعة بالتحية في ذكرى مضىت في صمت الأبطال وتركت اثراً ووجعاً لايزول !
في ذكرى الشهيد العقيد جلال سيكون الملعب خاشعاً والجمهور واقفاً والأرض صامتة إجلالاً لروحه ، وأديب الزهري وميكرفونه في ذهول ماذا عساه يقول البلبل بصوته الذي لايقارن في ذلك اليوم ، أيها الراحل في زمن ضاق بالشرفاء ، لقد تركت في القلب شقاً لا يلتئم وفي الروح وجعاً وفي الوجدان حكاية اسمها الوفاء المغلف بالدم !
سلام على تراب احتضنك وسلام على ذكرى تأبى أن تنساك ، وسلام على وجهك الذي لايزال يسكنتا مهما توارى خلف التراب ، وسلام والف تحية لجلال الأمر الذي احياء ذكراك ، وجعل من الملعب محراباً لدمعة فرح ووعداً بالوفاء للأخذ بالثأر !