آخر تحديث :السبت-29 نوفمبر 2025-12:05ص
أخبار وتقارير

الشيخ علي المحثوثي يروي تفاصيل آخر رحلة للشيخ محمد المقرمي عبر مطار عدن قبل وفاته في جدة

السبت - 29 نوفمبر 2025 - 12:05 ص بتوقيت عدن
الشيخ علي المحثوثي يروي تفاصيل آخر رحلة للشيخ محمد المقرمي عبر مطار عدن قبل وفاته في جدة
عدن الغد/ خاص

روى الداعية علي المحثوثي تفاصيل اللحظات الأخيرة للشيخ محمد المقرمي داخل اليمن، في آخر رحلة غادر فيها عبر مطار عدن الدولي قبل وفاته في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، حيث ووري جثمانه في مقبرة "أمنا حواء".


وقال المحثوثي إن الشيخ المقرمي لم يكن يعلم أن سفره قبل أكثر من شهر ونصف سيكون "رحلته الأخيرة" من اليمن، مشيراً إلى أن الترتيب المسبق كان لرحلة دعوية مشتركة تبدأ من عدن بعد قدوم المقرمي من محافظة تعز، يرافقه بعض أولاده الذين لم يدركوا أن نظرات الوداع ستكون الأخيرة.


وأضاف أنه التقى بالشيخ في أحد فنادق خور مكسر، حيث بدت عليه سمات التواضع والخفة والزهد، قبل أن يتوجها معاً فجراً إلى مطار عدن الدولي. وأشار إلى أن المقرمي، بصفته مهندس طيران سابقاً، أنهى إجراءاته سريعاً ثم اختلى بنفسه في مصلى المطار قبل صعود الطائرة المتجهة إلى المملكة العربية السعودية.


وخلال الرحلة، تحدّث الشيخ عن الإيمان واليقين، في أجواء وصفها المحثوثي بالروحانية، مؤكداً أن رفيقه كان مثالاً للعابد الزاهد الذي يملأ من حوله سكينةً وطمأنينة.


وأوضح المحثوثي أن الشيخ المقرمي فضّل الخلوة بربه بعد وصوله إلى مكة، حيث كان يقصد الحرم رغم بعد المسافة عن الفندق، ويكثر من العبادة والزيارة الروحية، مشيراً إلى أنه كان يشعر بقرب الأجل ويصرّح بذلك لمن حوله قائلاً: "أستعد للقاء الله.. واشتقت لربي".


وتابع المحثوثي:

"رافقته في بعض المحاضرات فكان ملهِماً ومؤثراً، وقد انتشرت كلماته بعد وفاته انتشاراً واسعاً، حتى تعرّف عليه كثيرون لأول مرة من خلال خبر رحيله". وأضاف أن وفاته أحزنت محبيه، فيما تحوّلت تسجيلاته ومحاضراته إلى مصدر إيمان ومعرفة لآلاف الناس.


ودعا المحثوثي اليمنيين إلى عدم إغفال أثر الرجل بعد رحيله، قائلاً إن الشيخ المقرمي كان من أبرز من يجمع بين تفسير القرآن والخطاب الإيماني السلس القريب من الناس، وأن البلاد "لم تعرف مثله في هذا القرن في حديثه عن الله وتوحيده وربطه بآيات الكتاب".


واختتم المحثوثي بالقول:

"خرجنا من اليمن معاً في سفره الأخير، ثم سافر هو إلى ربه، وبقيت أنا في هذه الدنيا. وأسأل الله أن يغفر لعبده الداعي إليه، محمد المقرمي، وأن يجعل ما قدّمه نوراً في قبره".