كشف الأستاذ محمد أحمد جباز، المدير التنفيذي لمركز الشفاء للعلاج الطبيعي وتأهيل المعاقين حركياً في مدينة الغيظة، التابع لجمعية رعاية وتأهيل المعاقين حركياً بمحافظة المهرة، النقاب عن تفاصيل الرحلة الناجحة للمركز منذ إعادة تأسيسه عام 2017، موضحاً أن عدد المستفيدين المسجلين قد تجاوز 500 شخص، بالإضافة إلى عشرات النازحين والوافدين
اوأوضح جباز، في حديث مطول لـعدن ]"، أن الجمعية تأسست عام 1998 وكان نشاطها محدوداً، حتى عام 2017 عندما تم تشكيل هيئة إدارية جديدة برئاسة الأستاذ سالم محمد مرزوق بلحاف، "استلمنا الجمعية من الصفر، وأسسنا قاعدة بيانات من الصفر، ووضعنا خططاً وبرامج بعيدة المدى"
حيث كان الهدف الأول للجمعية، بحسب جباز، هو إنشاء مركز متخصص للعلاج الطبيعي لإنهاء معاناة ذوي الإعاقة الذين كانوا يضطرون للسفر خارج المحافظة لتلقي العلاج. وقد تحقق هذا الحلم بافتتاح المركز عام 2019 بدعم من السلطة المحلية
"ويقدم المركزالعلاج الطبيعي بالمجان للجميع، سواء للمعاقين حركياً أو المصابين بحوادث أو إصابات حرب، بهدف الحد من تفاقم الإعاقات"، مؤكداً توقيع اتفاقيات مع مكتب الصحة بالمحافظة وجمعية المهرة الصحية لتوفير العلاج المجاني أو المخفّض بنسبة 70% للمستفيدين، بالإضافة إلى توزيع المستلزمات الصحية والأدوات التعويضية مثل الكراسي المتحركة والعكازات.
ونوه الى ان عمل المركز لا يقتصر المركز على الجانب الصحي، بل يمتد ليشمل مجالات متعددة
منها
التعليم ويتم دمج الأطفال ذوي الإعاقة الحركية في المدارس العامة والخاصة، مع تهيئة البنية التحتية وتوعية الطلاب، وتنفيذ مشروع "الحقيبة المدرسية والزي المدرسي" سنوياً منذ 2018
والتأهيل المهني في تنفيذ دورات تدريبية في الحاسوب والخياطة وصيانة وبرمجة الجوالات، مع توزيع "حقائب تمكين" لبدء المشاريع، بدعم من مؤسسات مثل "مؤسسة جسر للتنمية" والاتحاد الأوروبي
بالاضافة الى الدعم النفسي والدعم الاجتماعي من خلال إقامة ندوات توعية لدعم المعاقين وأسرهم
وكذلك الدعم الرياضي فتم تأسيس نادي "الإرادة الرياضي" وتنظيم أنشطة مثل سباق الكراسي وتنس الطاولة
كما تطرق جباز لدور المركز في الرعاية الاجتماعيةمن خلال صرف إعاشات نقدية وتوزيع مساعدات عينية من مواد غذائية وبطانيات وزكوات
واشار جباز الى التحديات والمعوقات التي تواجه المركز بقوله
على الرغم من هذا النجاح، يواجه المركز تحديات جسيمة، أبرزها:
نقص التجهيزات الطبية المتطورة وقلة الكادر الفني
وصعوبة تغطية النفقات التشغيلية ومستحقات العاملين، حيث أن "العمل متعب خاصة في العلاج الطبيعي والمقابل لا يكفي"
والاكتفاء الجزئي من الاحتياجات، مثل الكراسي المتحركة والعكازات، بسبب عدم توفر الدعم الكافي
وغياب الشراكة المباشرة والدعم المنتظم من المنظمات الدولية والمحلية، وكذلك من صندوق رعاية وتأهيل المعاقين الذي وصفه جباز بأنه "مُغيّب" رغم المسؤولية القانونية تجاه هذه الشريحة
ونوه جباز الى عدم تنفيذ قانون توظيف نسبة من ذوي الإعاقة في الدوائر الحكومية، رغم رفع ملفات مؤهلين من خريجي ثانوية وجامعة
ووجّه جباز نداءً عاجلاً إلى جميع الجهات، قائلاً: "المركز بحاجة لتشغيل مستدام.. هذه مسؤولية الجميع، مسؤولية اجتماعية". وشدد على أن المركز الوحيد من نوعه في المهرة يستقبل الحالات من كل مديريات المحافظة والنازحين وحتى من محافظات مجاورة، "وكحالة إنسانية لا نرفض أحداً، ولكن الإمكانيات محدودة".
وفي ختام حديثه، قدّم جباز شكره للسلطة المحلية ممثلة بمحافظ المحافظة الأستاذ محمد علي بن ياسر، ومدير مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل الأستاذ فائز، على الجهود الجبارة في دعم ذوي الإعاقة، كما شكر وسائل الإعلام على نقل صوتهم.
يُذكر أن المركز يقدم ما بين 700 إلى 800 جلسة علاج طبيعي شهرياً، ويستقبل من 40 إلى 50 حالة يومياً، يعمل على خدمتهم كادر فني متخصص يشمل أخصائي علاج طبيعي وفنيين مؤهلين، مما يجعله منارة للأمل في محافظة تفتقر إلى مثل هذه الخدمات الأساسية.
