آخر تحديث :الخميس-11 ديسمبر 2025-06:56م
أخبار وتقارير

صالح النود يكتب: الانتقالي بين التدرج والإعلان المباشر… أي طريق سيُختار؟

الخميس - 11 ديسمبر 2025 - 05:31 م بتوقيت عدن
صالح النود يكتب: الانتقالي بين التدرج والإعلان المباشر… أي طريق سيُختار؟
عدن الغد/ خاص

بعد استكمال المجلس الانتقالي الجنوبي بسط نفوذه العسكري على معظم محافظات الجنوب، يبرز السؤال الأهم في المشهد السياسي: ما الخطوة التالية؟ وهل يتجه المجلس نحو فك الارتباط مباشرة أم عبر خطوات متدرجة؟


وفق قراءة سياسية شاملة، يبدو أن النهج التدريجي هو المسار الأكثر واقعية في هذه المرحلة، خصوصًا في ظل التعقيدات الداخلية والحسابات الإقليمية والدولية. ويقف الانتقالي أمام عدة مسارات متوازية قد تتحرك بالتزامن خلال الفترة المقبلة.


أولًا: تثبيت الإدارة والحوكمة

يتوقع أن يركّز المجلس في المدى القصير على توحيد المؤسسات المحلية تحت سلطته، وتعزيز الأجهزة الأمنية، وملء الشواغر الإدارية، إضافة إلى معالجة ملفات الخدمات والرواتب. ويُمثّل هذا المسار قاعدة أساسية لأي قرار سياسي كبير لاحقًا.


ثانيًا: التفاوض من موقع قوة

بعد تثبيت السيطرة الداخلية، سيحاول الانتقالي تحويل الإنجازات العسكرية إلى أوراق قوة سياسية، سواء عبر الضغط لإعادة ترتيب السلطة داخل مجلس القيادة الرئاسي، أو عبر انتزاع صلاحيات أوسع للجنوب، أو من خلال الانخراط في مشاورات مباشرة مع الأطراف الإقليمية والدولية حول مستقبل الجنوب.


ثالثًا: الخطوات السياسية الكبرى

الهدف النهائي للمجلس يتمثل باستعادة الدولة الجنوبية، لكن توقيت إعلان فك الارتباط سيعتمد على عدة عوامل، أبرزها: الموقف الدولي، واستقرار المحافظات، وشكل التسوية السياسية المقبلة بين الأطراف اليمنية. وتشمل الخيارات: توسيع الإدارة الذاتية، أو طرح استفتاء جنوبي، أو رفع سقف الخطاب السياسي باتجاه إعلان أحادي.


رابعًا: توحيد الصف الجنوبي

ينتظر أن يعمل الانتقالي على استيعاب القوى الجنوبية المتحفظة، ومنع ظهور مراكز نفوذ موازية، لضمان جبهة داخلية موحدّة تُسهّل أي خطوات سياسية مستقبلية.


خامسًا: تعزيز التحالفات الإقليمية

كما يواصل المجلس تثبيت شراكته مع الإمارات والسعودية والرباعية، وتقديم نفسه كقوة قادرة على حفظ الأمن ومحاربة الإرهاب وتأمين الممرات والموانئ، بما يمنحه اعترافًا سياسيًا غير معلن كسلطة أمر واقع.


خلاصة المشهد

المسار الأكثر احتمالًا يقود نحو تدرج محسوب يبدأ بتثبيت الإدارة، مرورًا بتعظيم القوة التفاوضية، وصولًا إلى خطوات سياسية أوسع نحو الاستقلال. أما قرار إعلان فك الارتباط مباشرة، فيبقى خيارًا قائمًا لكنه مرهون بتوازنات أكبر من الداخل الجنوبي وحده.