شهدت الأيام الماضية تحركات عسكرية لافتة لقوات درع الوطن، تمثلت في مغادرة معظم وحداتها المتمركزة في محافظات عدن ولحج والضالع وأبين، واتجاهها شرقاً نحو محافظة حضرموت، ضمن ترتيبات لإعادة انتشارها في مناطق وادي وصحراء حضرموت، لا سيما قرب منفذ الوديعة الحدودي مع المملكة العربية السعودية، إضافة إلى تعزيز حضورها في محافظة المهرة المتاخمة لسلطنة عُمان.
وتأتي هذه التحركات في ظل مساعٍ إقليمية لاحتواء التصعيد السياسي والعسكري في المحافظات الشرقية، عقب التطورات الميدانية التي شهدتها مدينة سيئون ومناطق وادي وصحراء وهضبة حضرموت خلال الأسابيع الماضية.
إعادة توزيع الألوية في المحافظات الجنوبية
وبحسب معلومات متطابقة لصحيفة عدن الغد ، جرى نقل أربعة ألوية تتبع الفرقة الأولى من قوات درع الوطن، بقيادة العقيد علي الشمي راشد علوان المحولي، وهو من أبناء مديريات الصبيحة بمحافظة لحج. وكانت هذه الألوية تنتشر سابقاً في مناطق متفرقة، بينها البريقة في العاصمة عدن، إضافة إلى مواقع في المضاربة ورأس العارة بمحافظة لحج، حيث تولت مهام تأمين مناطق استراتيجية مطلة على باب المندب، فضلاً عن انتشار بعض وحداتها على الخط الساحلي الدولي الرابط بين عدن وباب المندب. كما شمل التحرك لواءً كان متمركزاً في جبهات محافظة الضالع.
سحب وحدات من أبين
وفي محافظة أبين، شملت عملية إعادة الانتشار وحدات من قوات درع الوطن كانت متمركزة في المنطقة الوسطى ولودر، أبرزها:
اللواء الثالث – الفرقة الثانية بقيادة عبدربه ناصر الرقابي، المنحدر من مديرية ناطع بمحافظة البيضاء.
كتائب من اللواء الثالث – الفرقة الثالثة بقيادة العميد محمد أحمد الطيابي (أبو ناصر)، من أبناء البيضاء.
اللواء الرابع – الفرقة الثالثة بقيادة العميد أحمد علي الدماني (أبو قصي)، وهو من ابين (مصحح لايزال في ابين).
وتضم هذه الألوية مقاتلين من محافظات البيضاء وشبوة ومناطق أخرى.
التمركز في العبر والوديعة
في المقابل، تتمركز في صحراء الوديعة بمديريات زمخ ومنوخ والعبر الفرقة الثانية من قوات درع الوطن بقيادة الشيخ فهد سالم عيسى بامؤمن، وهو من أبناء حضرموت، ويقود كذلك اللواء الخامس. وتتألف هذه الفرقة من خمسة ألوية، يشكل أبناء حضرموت الغالبية العظمى من منتسبيها، وتنتشر أربعة من ألوية الفرقة ضمن نطاق العبر والوديعة، حيث تسلمت مهام تأمين المنفذ البري والخط الدولي، إضافة إلى انتشارها في مناطق الخشعة مؤخراً.
كما تنتشر في ذات الجغرافيا الفرقة الثالثة بقيادة الشيخ صالح بن سعيد المجيدي، ويقود أيضاً اللواء الأول في الفرقة التي تتكون من سبعة ألوية قتالية. وتتمركز ثلاثة من هذه الألوية في العبر، وهي:
اللواء الأول
اللواء الثاني بقيادة الشيخ محمد حيدر الزائدي
اللواء السابع بقيادة الشيخ أحمد غانم الحيقي (أبو غانم)
في حين ينتشر اللواءان الثالث والرابع من هذه الفرقة في محافظة أبين.
تعزيزات إضافية وقوات موازية
ومع عملية النقل الأخيرة، تشير التقديرات إلى أن عدد ألوية درع الوطن المنتشرة حالياً في نطاق العبر والوديعة يصل إلى قرابة 12 لواءً، إلى جانب وحدات قتالية من صنوف القوات البرية.
وبالتوازي، تنتشر في منطقة الوديعة قوات الطوارئ اليمنية بقوام لواءين، بقيادة العميد عمار طامش، المنحدر من محافظة صعدة، فيما تتمركز الفرقة الأولى طوارئ في منطقة الرويك بصحراء مأرب بقوام ثلاثة ألوية بقيادة العميد ياسر المعبري.
الانتشار في المهرة
وفي محافظة المهرة، تتمركز وحدات من الفرقة الثالثة درع الوطن، تضم اللواء الخامس واللواء السادس، بقيادة الشيخ عبدالله بن سديف الجدحي المهري، وتتكون هذه الوحدات من أبناء المحافظة، وتتخذ من منطقة قشن مقراً لقيادتها، مع انتشارها مؤخراً في مدينة الغيضة وميناء نشطون.
وتعكس هذه التحركات إعادة ترتيب عسكرية واسعة النطاق، في إطار ترتيبات أمنية جديدة بالمحافظات الشرقية، وسط تطورات سياسية وميدانية متسارعة تشهدها البلاد.
