آخر تحديث :الثلاثاء-16 ديسمبر 2025-05:40م
أخبار عدن

الأستاذة حياة نموذج قيادي ينهض بالعملية التعليمية رغم الظروف الاستثنائية

الثلاثاء - 16 ديسمبر 2025 - 03:59 م بتوقيت عدن
الأستاذة حياة نموذج قيادي ينهض بالعملية التعليمية رغم الظروف الاستثنائية
عدن(عدن الغد)مروة السليماني

في مكتبٍ لا تعلو فيه الرسمية على البساطة، ولا تتقدّم فيه الهيبة على التواضع، كان اللقاء مع الأستاذة حياة، مديرة إدارة التربية والتعليم بمديرية الشيخ عثمان، لقاءً يكشف منذ لحظاته الأولى عن شخصية قيادية لا تُمارس المسؤولية من خلف المكاتب، بل تعيش تفاصيلها اليومية، وتحمل همّ التعليم كقضية وطنية لا تحتمل التأجيل.

تستقبلك بابتسامة هادئة وحديث متزن، لتدرك سريعًا أنك أمام قيادة لا تبحث عن الأضواء، بل عن النتائج. أسلوبها القيادي يجمع بين الحزم والإنسانية، وبين القرار والإصغاء، ما جعل إدارتها للتربية والتعليم في مديرية الشيخ عثمان نموذجًا لقيادة واعية تعمل بصمت وتُحدث فرقًا ملموسًا على أرض الواقع.


وفي تقييمها لواقع العملية التعليمية في المديرية، تؤكد الأستاذة حياة أن هذا الواقع «يعكس حجم التحديات التي تمر بها البلاد عمومًا، إلا أنه في الوقت ذاته يجسد إرادة حقيقية للصمود والاستمرار»، مشيرة إلى أن المدارس تعمل في ظروف استثنائية على مستوى البنية التحتية والإمكانيات المادية، غير أن «تعاون إدارات المدارس، ودعم المجتمع المحلي، أسهما في الحفاظ على استقرار العملية التعليمية وعدم انقطاعها».


وتضيف في تصريحها:

«نحن نؤمن أن التعليم لا يتوقف عند توفر الإمكانيات فقط، بل يقوم على الإخلاص والمسؤولية، وهو ما لمسناه بوضوح لدى العاملين والمعلمين والإدارات المدرسية».

وخلال الفترة الماضية، شهد قطاع التربية والتعليم في مديرية الشيخ عثمان تحسنًا ملحوظًا في الأداء والاستقرار المدرسي، رغم شح الإمكانيات. هذا التحسّن، كما توضّح الأستاذة حياة، لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة عمل منظم وجهد إداري وتربوي متواصل، حيث جرى خلال الفصل الدراسي الأول العمل وفق خطة واضحة ركزت على المتابعة الميدانية المستمرة للمدارس، وتعزيز الانضباط الوظيفي، وتهيئة بيئة تعليمية تسهم في رفع مستوى التحصيل الدراسي للطلاب.


وفي جانب الأنشطة المدرسية، أولت إدارة التربية والتعليم اهتمامًا خاصًا بتفعيلها، إدراكًا لدورها التربوي والتعليمي، حيث شملت الجهود تفعيل الإذاعات المدرسية، وتنفيذ الأنشطة اللاصفية المختلفة التي تسهم في تنمية شخصية الطالب، وتعزيز القيم الإيجابية، وكسر الجمود داخل البيئة التعليمية.


أما على صعيد الكادر التربوي، فقد عُرفت الأستاذة حياة بمواقفها الداعمة للمعلمين، ولا سيما المعلمين المتعاقدين، إذ تؤكد أن مكتب التربية والتعليم حرص على الوقوف إلى جانبهم، والاستماع إلى همومهم ومقترحاتهم، وتقديم ما أمكن من دعم معنوي وتنظيمي يضمن استقرار العملية التعليمية.


كما كشفت عن التنسيق مع السلطة المحلية ممثلة بمدير المديرية الدكتور وسام معاوية، لتخصيص حوافز للمعلمين المتعاقدين، الذين يشكّلون عنصرًا أساسيًا في سد العجز التعليمي وضمان استمرارية التعليم في عدد من المدارس.


وفي رسالة واضحة للجهات المعنية، شددت الأستاذة حياة على أن «المعلمين المتعاقدين يمثلون ركيزة أساسية في المنظومة التعليمية، وقد أثبتوا التزامهم الكبير برسالتهم رغم الظروف الصعبة»، مؤكدة أن إنصافهم وضمان حقوقهم المادية والمعنوية «أمر بالغ الأهمية لاستقرار التعليم وتحسين مخرجاته»، وأن أي إصلاح تعليمي حقيقي يبدأ من الاهتمام بالمعلم وتمكينه من أداء دوره.


وعن سير العملية الامتحانية خلال الفصل الدراسي الأول، أوضحت الأستاذة حياة أنها سارت بصورة منظمة ومستقرة، وفق التعليمات والضوابط المعتمدة، بفضل التنسيق العالي بين مكتب التربية وإدارات المدارس واللجان الامتحانية، ما أسهم في توفير أجواء هادئة وشفافة للطلاب.

وأشارت إلى أن أبرز الصعوبات تمثلت في بعض التحديات الخدمية والكثافة الطلابية في عدد من المدارس، إلا أنه جرى التعامل معها عبر النزول الميداني المستمر، والتواصل المباشر، والمعالجة السريعة لأي إشكاليات، بما يضمن عدم تأثر الطلاب أو سير الامتحانات.

كما أثبتت الأستاذة حياة من خلال إدارتها للتربية والتعليم في المديرية أن القيادة التربوية المتميزة ترتكز على رؤية واضحة، وإدارة حكيمة، وقدرة على تحقيق النتائج على أرض الواقع. إن إنجازاتها وحرصها الدائم على تحسين العملية التعليمية يجعلها من أفضل مدراء التربيات الذين قابلتهم خلال مسيرتي الصحفية، وقدوة يحتذى بها في الالتزام والتميز المهني، وتجربة قيادية صالحة للنموذج في العمل التربوي الجاد والملتزم.