سامي الكاف: لا حل في اليمن دون البوابة الجنوبية والرياض تدرك ذلك مبكرًا

أكد الكاتب والمحلل السياسي سامي الكاف أن الوصول إلى حل سياسي شامل ومستدام في اليمن لا يمكن أن يتحقق دون المرور عبر البوابة الجنوبية، مشددًا على أن المملكة العربية السعودية أدركت هذه الحقيقة مبكرًا وتعاملت معها باعتبارها جزءًا أساسيًا من أي تسوية سياسية.

وأوضح الكاف أن الدور السعودي شكّل عامل توازن حاسم في ظل تعقيدات المشهد اليمني، وأسهم في منع انزلاق الأوضاع إلى مستويات أدنى من الفوضى، من خلال الدفع باتجاه التهدئة واحتواء التوترات، خصوصًا في محافظتي حضرموت والمهرة.

وأشار إلى أن السياسة السعودية تجاه اليمن تقوم على تثبيت الاستقرار كخيار استراتيجي، وليس كتكتيك مرحلي، لافتًا إلى أن الرياض شددت على أن أي تغيير على الأرض يجب أن يتم عبر المسار السياسي، مع الحرص على حماية المدنيين وضبط الإيقاع الأمني ومنع توسع الصراعات المحلية.

ولفت الكاف إلى أن القيادة السعودية أكدت، عبر رئيس وفدها إلى حضرموت اللواء محمد بن عبيد القحطاني، ضرورة إعادة الأوضاع إلى ما قبل التصعيد، وسحب القوات من مراكز التوتر، حفاظًا على وحدة القرار الأمني ومنع استخدام القوة لفرض أجندات سياسية.

وأكد أن الرياض لا تتجاهل مطالب الجنوبيين، بل تنظر إليها كجزء من المعادلة الوطنية الشاملة، موضحًا أن تمكين الجنوبيين سياسيًا وضمان مشاركتهم في أي عملية تفاوضية يمثلان ركيزة أساسية في الجهود السعودية، وهو ما تجلّى في إشراك مختلف المكونات الجنوبية في مسارات الحوار، وفي مقدمتها مؤتمر المشاورات اليمنية في الرياض عام 2022.

وختم الكاف بالتأكيد على أن أي تسوية سياسية تتجاوز الجنوب أو تُقصيه ستنتج سلامًا ناقصًا وهشًا، ولن تنجح في إنهاء الصراع اليمني الممتد.