آخر تحديث :السبت-27 ديسمبر 2025-08:17م
وفيات

الأزارق تودّع أحد أعظم رجالها الطيار محمد محسن صالح الحميدي في موكب جنائزي مهيب

السبت - 27 ديسمبر 2025 - 06:23 م بتوقيت عدن
الأزارق تودّع أحد أعظم رجالها الطيار محمد محسن صالح الحميدي في موكب جنائزي مهيب
كتب / محمد قايد أبو عميد

ودّعت منطقة بلاد أهل علي حمادة في مديرية الأزارق بمحافظة الضالع، اليوم، ابنها البار، وصقر الجنوب، الشهيد الكابتن الطيار محمد محسن صالح الحميدي، الذي استُشهد في وادي حضرموت أثناء أداء واجبه الوطني ضمن عملية "المستقبل الواعد" لتحرير الأرض ودحر قوى الإرهاب والتطرف.


كمين الغدر لن يوقف مسيرة الأبطال، فقد ارتقى محمد شهيدًا، لكن روحه حلّقت في سماء الجنوب كطائر لا يُقهر، وكحلم ما زال يكبر في نفوس كل الشرفاء الذين شاهدوه يكبر حالمًا، مجتهدًا، شجاعًا، إلى أن لبّى نداء الواجب.


في موكب جنائزي مهيب شارك الآلاف من أبناء مديرية الأزارق والضالع عمومًا، يتقدّمهم:

العميد عبدالله مهدي سعيد، رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي بمحافظة الضالع،

الدكتور صلاح أحمد سعيد، رئيس القيادة المحلية بالأزارق،

ورئيس الدائرة التعليمية في المحافظة فضل صالح علي،

والعقيد محمد عثمان الدعري، مدير أمن المديرية،

والقيادات العسكرية والميدانية والشخصيات الاجتماعية والمشايخ،

وزملاء الشهيد ومحبيه من عموم المديريات.


وقد عمّت مشاعر الحزن، التي امتزجت بعزّة الفخر، أرجاء المكان، بينما يُزفّ الشهيد إلى مثواه الأخير ملفوفًا بعلم الجنوب، وقلوب المشيّعين تردد القسم: "لن نخون دمك، وسنواصل طريقك يا صقر السماء".


الشهيد محمد لم يكن مجرد شاب يطمح للنجاح، بل كان مشروع قائد وطني. التحق بسلاح الجو ليكون من أوائل طياري الجنوب، ورفع راية الشرف في ساحات التدريب والعمل، لكنه اختار أن يكون في الميدان مع رفاقه، يدافع عن الأرض التي أحبها أكثر من روحه.


قال عنه كل من عرفه: "كان محمد نقيًا كالغيم، صادقًا كالسيف، ومتواضعًا كالأرض"، عاش بطلًا، ومات شامخًا، رافع الرأس.


استشهاده لم يكن خسارة لعائلته فقط، بل للجنوب كله، ولجيل بأكمله من الطامحين في بناء دولة عادلة، قوية، ذات سيادة. فقد كان مثالًا للشباب الجنوبي المكافح، وامتدادًا لقافلة الشهداء التي خطّت خارطة الحرية بدمائها.


رسالتنا إليك يا محمد:

لن ينطفئ وهجك فينا، ولن تُنسى.

أنت حيّ في القلوب، في كل ساحة، في كل نشيد وطني.

نم قرير العين… فالجنوب يمضي على خطاك.


الرحمة والسلام لروحك الطاهرة،

والصبر والسلوان لعائلتك وذويك،

وإنا لله وإنا إليه راجعون.