قال المجلس الانتقالي الجنوبي إنه بات قريبًا من ما وصفها بـ«اللحظة الحاسمة» لإعلان الدولة في جنوب اليمن، في موقف يعكس تصعيدًا سياسيًا واضحًا بالتوازي مع التوترات العسكرية المتصاعدة في محافظتي حضرموت والمهرة.
وأكد رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي، علي الكثيري، خلال لقائه وجهاء وأعيان مديرية رخية بمدينة سيئون، أن الجنوب «يقترب من إعلان دولته»، معتبرًا أن هذا الهدف «أصبح شبه مكتمل» بعد سنوات من الصراع والتضحيات، على حد تعبيره.
وشدد الكثيري على ضرورة توحيد الصف الجنوبي ونبذ الخلافات الداخلية، خصوصًا في وادي حضرموت، داعيًا إلى تحصين الجبهة الداخلية من أي انقسامات أو صراعات جانبية، ومشيرًا إلى ما وصفه بـ«نجاحات أمنية» تحققت مؤخرًا في منع حمل السلاح وتعزيز حالة الاستقرار.
وفي رده على الدعوات المحلية والإقليمية المطالِبة بانسحاب قوات المجلس الانتقالي من حضرموت والمهرة، قال الكثيري إن المجلس «لم يعتدِ على أحد»، مؤكدًا أن وجود قواته يأتي في إطار «الدفاع عن أرض الجنوب التي حررها أبناؤه»، مع التشديد في الوقت نفسه على الحرص على استمرار العلاقات مع دول التحالف العربي، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وتأتي هذه التصريحات في وقت جدد فيه رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، والمملكة العربية السعودية، مطالبتهما بسحب قوات المجلس الانتقالي من حضرموت والمهرة، وتسليم المواقع العسكرية لقوات «درع الوطن»، ضمن مساعٍ لاحتواء التصعيد ومنع انزلاق الأوضاع إلى مواجهة أوسع.
وكانت محافظة حضرموت قد شهدت، مساء الجمعة، تصعيدًا عسكريًا أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في اشتباكات بين قوات المجلس الانتقالي ومسلحين من حلف قبائل حضرموت، في ظل تحذيرات إقليمية ودولية من تفاقم الوضع الأمني وخروجه عن السيطرة.
