كشف السياسي والباحث الاستراتيجي السعودي الدكتور عواض القرني عن خمسة سيناريوهات محتملة قد يشهدها الوضع في محافظة حضرموت خلال الأيام المقبلة، في ظل التطورات السياسية والعسكرية القائمة.
وأوضح القرني أن "دعوة سمو وزير الدفاع السعودي للمجلس الانتقالي الجنوبي بالانسحاب من حضرموت والمهرة، قوبلت بتحركات ميدانية من قبل الانتقالي تمثلت في الدفع بعناصر إضافية للاحتشاد في مدينة سيئون، في محاولة لفرض أمر واقع، ما فتح الباب أمام تطورات معقدة".
وأشار إلى أن "السيناريو الأول يتمثل في التصعيد والصدام المسلح، في حال رفض الانتقالي الانسحاب، ما قد يؤدي إلى مواجهة مباشرة مع حلف قبائل حضرموت وقوات درع الوطن، مع احتمال تدخل سعودي جوي، وهو ما قد يفضي إلى خسائر بشرية كبيرة وانفلات أمني يتيح للحوثيين استغلال الموقف".
ولفت إلى أن "السيناريو الثاني فيقوم على تدخل إقليمي عبر وساطات من مجلس التعاون الخليجي أو جامعة الدول العربية، قد تنجح في تهدئة الأوضاع مؤقتًا وتنتهي بانسحاب الانتقالي مقابل تعزيز موقعه التفاوضي في أي تسوية سياسية قادمة".
وقال إن "السيناريو الثالث يتمثل في إعلان الانفصال من جانب واحد، محذرًا من أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تداعيات دبلوماسية وأمنية خطيرة، وتضعف القضية الجنوبية، مع استمرار مقاومة قبلية في حضرموت والمهرة، ما يجعل الاستقرار أمرًا بالغ الصعوبة".
وفي السيناريو الرابع، رجح "إمكانية تدخل دولي لفرض التهدئة، خاصة مع أهمية الموقع الجغرافي لحضرموت وتأثيره على أمن الملاحة في باب المندب، عبر ضغوط أمريكية وإقليمية على مختلف الأطراف، وهو ما قد يخلق انقسامات إقليمية أوسع".
واعتبر القرني أن "السيناريو الخامس، وهو الأكثر ترجيحًا، يتمثل في مزيج من تصعيد محدود يعقبه تدخل إقليمي للوساطة، ينتهي بحل مؤقت لا يعالج جذور الأزمة، محذرًا من أن أي تدخل للحوثيين قد يعيد خلط الأوراق ويعمّق حالة عدم الاستقرار في اليمن".