آخر تحديث :الإثنين-29 ديسمبر 2025-12:41م
اليمن في الصحافة

الشرق الأوسط: حضرموت تختبر تماسك «الشرعية»

الإثنين - 29 ديسمبر 2025 - 11:08 ص بتوقيت عدن
الشرق الأوسط: حضرموت تختبر تماسك «الشرعية»
الشرق الاوسط

قالت صحيفة الشرق الأوسط إن المناطق الشرقية من اليمن، وفي مقدمتها حضرموت، تمر بمرحلة حساسة من إعادة ضبط التوازنات داخل معسكر الشرعية ، على وقع التصعيد العسكري الأحادي الذي نفذه المجلس الانتقالي الجنوبي، وما قابله من رفض إقليمي ودولي واضح، وسط تأكيدات بأن فرض الوقائع بالقوة المسلحة أمر غير مقبول مهما كانت المبررات.


ونقلت الصحيفة عن مراقبين أن ما يجري في حضرموت والمهرة لا يمكن التعامل معه كحدث محلي عابر، بل يمثل اختبارًا سياسيًا وأمنيًا معقدًا، تتقاطع فيه حسابات الداخل الجنوبي، ومسار الحرب مع جماعة الحوثي، وخيارات السلام الإقليمي، في مرحلة شديدة الحساسية.


وأشارت إلى أن سلوك المجلس الانتقالي في بياناته الأخيرة يعكس مزيجًا من المناورة السياسية تحت الضغط، ومحاولات التبرير العسكري، مع حديث متكرر عن التنسيق و تفهم الهواجس ، وهو ما اعتبره المراقبون مؤشرًا على إدراك متزايد لدى المجلس بأن هامش المناورة بات يضيق سريعًا، وأن القرار الصائب بات ضرورة ملحة.


وبيّنت الصحيفة أن التحذيرات الصادرة عن المملكة العربية السعودية، بصفتها قائدة تحالف دعم الشرعية ، لم تكن عابرة، بل جاءت متدرجة وانتقلت من التنبيه السياسي إلى الردع التحذيري الميداني، عبر ضربة جوية في حضرموت، في رسالة واضحة مفادها منع انزلاق حضرموت والمهرة إلى مسرح صراع داخلي أو فرض مشاريع جزئية بالقوة.


وأضافت أن تجاهل هذه الرسائل يضع المجلس الانتقالي في مواجهة مباشرة مع السعودية، الطرف الإقليمي الأثقل وزنًا في الملف اليمني، وهو صدام لا يملك المجلس أدوات تحمله سياسيًا أو عسكريًا، ما دفع مراقبين إلى نصحه بالتعامل الجاد مع التحذيرات وعدم الاعتماد على تكتيك الإبطاء.


ووفق التقرير، فإن المجلس الانتقالي أوقع نفسه في ورطة غير محسوبة عبر تسويق تحركاته الأخيرة على أنها حماية للقضية الجنوبية و استجابة لمطالب شعبية ، إضافة إلى مزاعم تتعلق بمحاربة التهريب والتنظيمات المتطرفة، في حين أن الرسالة السعودية، التي عبّر عنها بوضوح وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان، فتحت الباب أمام الخروج من هذا المأزق بأقل الخسائر عبر انسحاب عاجل لقواته من حضرموت والمهرة.


ولفتت الصحيفة إلى أن المعطيات الميدانية تشير إلى أن المجلس لا يمتلك القدرة على تثبيت وجوده في المحافظتين، في ظل رفض محلي واسع، لا سيما في حضرموت، حيث تتمتع المكونات القبلية والاجتماعية بحساسية عالية تجاه أي وجود مسلح وافد، إضافة إلى غياب الغطاء الإقليمي والدولي لأي تغيير أمني بالقوة.


وبيّنت أن السيناريو الأقل كلفة، بحسب محللين، يتمثل في انسحاب منظم تحت مسميات فنية مثل إعادة انتشار أو ترتيبات أمنية ، بما يسمح للمجلس بتقليل خسائره السياسية، محذّرة من أن الاستمرار في التصعيد قد يحوّله تدريجيًا في الخطاب الإقليمي والدولي من شريك في السلطة إلى عنصر معرقل للاستقرار، مع احتمالات الوصول إلى فرض عقوبات على قياداته.


وعلى الصعيد العسكري، أكدت الصحيفة أن الرسالة السعودية بعد بيان تحالف دعم الشرعية واضحة، ولن يُسمح بفرض أمر واقع بالقوة في شرق اليمن، وأن أي تصعيد إضافي قد يُقابل بردع مباشر، بما يحمله ذلك من خسائر ميدانية جسيمة.


وخلصت الشرق الأوسط إلى أن ما يجري اليوم يشكّل اختبار نضج سياسي حقيقي للمجلس الانتقالي الجنوبي: إما التقاط الرسائل المحلية والإقليمية والدولية والعودة إلى المسار السياسي، أو الاستمرار في التصعيد ودفع أثمان سياسية وعسكرية وقانونية قد يصعب تعويضها، في لحظة لا تحتمل – بحسب المراقبين – أي مغامرات غير محسوبة.