اللواء عليوه ودفعة " الوفاء والعرفان"

من منا لم يسمع عن القائد الفذ والشجاع والإداري المحنك صاحب الكاريزما القيادية التي تميز بها اللواء احمد صالح عليوه عن غيره من القيادة ، هذا الرجل الذي ذاع صيته في الجانب العسكري وخاصة في قيادته للكلية العسكرية ومدرسة القادة عدن  منذ عام 1981-1986م والتي شهد له الكل بموافقه الشجاعة وعطاءه المنقطع النظير وحب طلابه له على مستوى كل الدفاع والذي نراهم اليوم يتقلدون مناصب قيادية عليا على مستوى الوطن .

قدمت لي دعوة من قبل الرجل الجميل العميد الخضر سالم الشاجري لحضور حفل تكريم قائد اللواء احمد صالح عليوه من قبل طلابه الضباط الدفعة (10)و(11) للعام 1983-1984م في قاعة مون لايت بمنصورة عدن ، ترددت كثيرا" في الحضور لانني كنت متعجب هل هذه البادرة الطيبة والكريمة ستلاقي حضور واستجابة من قبل طلاب وضباط  الكلية العسكرية ، وفي خضم الأحداث التي يشهدها الوطن ومنها عدن إلى جانب  وجود ضباط وجنود  الجيش الوطني  بدون مرتبات لاشهر  . 
ولكون  العادة جرت في اليمن  والكل يعلمها ان التكريم للأموات ودائما" نشهد احتفالات التأبين التي ترعاها  الدولة والأشخاص  وتحشد لها القاعات لأجل ذكر مآثر وتضحيات فلان من الناس فما الفائدة منها وخاصة بعد موته!!!

لكن ضباط الدفعة العاشرة والحادية عشر ضربوا لنا مثلا" في الوفاء والعطاء ورد الجميل وإعادة الحياة في نفوس الجميع ورسالة سامية للجميع مفادها أقتدوا بضباط هذه الدفعة في تكريم قائدهم وهو لايزال على قيد الحياة واوقفوا إحتفالات واربعينية  التأبين فهي غير مجدية ، فكل منا له مشاعر ويسعد عندما تبادلة بكلمة جميلة أو عبارة شكر فما بالك بتكريم كالتكريم الذي نظمته دفعة " الوفاء والعرفان " هكذا ينبغي أن نسميهم لأنهم اوفياء لقائدهم ومن كان له الفضل الأول بعد الله في وجود الرتب والناشين والمناصب التي يتقلدونها اليوم والذين نراهم من افضل القيادات الوطنية.

حفل التكريم الذي بدأ بآية من الذكر الحكيم ثم وقفة دقيقة حداد على ارواح مجزرة العند محافظة لحج من قبل المليشيات الحوثية الإنقلابية ، ثم  كلمة اللجنة التحضيرية ألقاها العميد فضل احمد طهشة قائد لواء 201ميكا كانت كلمة معبرة جدا" واحتوت على عدة رسائل الاولى رسالة الوفاء والعرفان للقائد عليوه ومازرعه من سمات في نفوس طلاب الكلية العسكرية والرسالة الثاني دعوة لفخامة رئيس الجمهورية  المشير عبدربه منصور هادي الاهتمام بالكوادر الوطنية الشريفة أمثال اللواء احمد صالح عليوه والرساله الثالثة  الدعوة إلى نبذ العنف والكراهية وتجاوز سلبيات الماضي ،  وتوحيد  الصفوف وتظافر الجهود لبناء الوطن .

كلمة اللواء أحمد صالح عليوه كانت حاضره وبقوة ألقاها العميد عبدالله علوي الزهري نيابة عنه كانت من القلب للقلب كما أكد  فيها اللواء عليوه أنه اليوم تغمره السعادة البالغة وطلابه يحتفون بتكريمه بعد 38عام وقال كنت اتمنى أن أحضر معكم و اسلم عليكم  وجها" لوجه وأحتضنكم جميعا" ولكن شاءت الأقدار أن لا أكون معكم ، لكوني أتلقى العلاج بالمملكة العربية السعودية ، واتماثل للشفاء ، فأنتم اليوم منحتموني جرعة أمل ورفعتم معنوياتي عاليا" وهذا يدل على وفائكم لقائدكم واشكر كل من شارك وساهم في نجاح هذا التكريم الغالي على قلبي .

وبعد ذلك  تسلم الزهري من اللجنة التحضيرية للحفل درع الوفاء والعرفان للواء احمد صالح عليوه  ، وما شد انتباه الجميع  المذيع الكبير والمتألق فيصل غرامة مقدم الحفل وكلمات صوته تصدح بالقاعة ودموعة تنهمر  تذرف اعتزازا" للمشهد العظيم الذي ابكانا جميعا" و  نتمنى أن تكون بادرة وخطوة نحذوا بها لتكريم الشرفاء والقادة المخلصين والوطنين وهم أحياء لنزرع فيهم الأمل والاعتزاز وان الدنيا لازالت بخير ، فتحية للواء احمد صالح عليوه ونسأل الله أن  يمن عليه بالشفاء العاجل وتحية خاصة لضباط  دفعة " الوفاء والعرفان" آل(10)و(11) فأنتم الاجمل في ضل ماتشهده البلاد من مآسي.