أهداني العزيز د. يحي قاسم سهل نسخة من كتابه الموسوم ب (( وثائق من الكثيري وسلطنتي العبادل والفضلي وولاية دثينة )) ، ولقد يبدو العنوان طويلا بعض الشيء، لكن الباحث كان مضطرا لاتخاذ عنوان كهذا كي يفصح عما يحتويه الكتاب بين جنباته. وأطلقت صفة الباحث على صاحب الكتاب لاحتواء الكتاب بين غلافيه على عدد كبير من الوثائق والقوانين والدساتير التي جهد الباحث للحصول عليها من مظانها، و د. يحي قاسم سهل هو في الأساس أستاذ القانون العام المشارك في كلية الحقوق جامعة عدن ، غير أنه وقد أصدر عددا غير قليل من الكتب التخصصية في القانون ، قد وفر جزءاً من وقته وجهده للبحث في جوانب توثيقية وفنية وإبداعية ، وأستطاع عبر توجهه ذاك أن يرفد المكتبة اليمنية والعربية بالعديد من الكتب التي يمكن أن تكون مراجع للباحثين في تلك التخصصات.
الغلاف حوى صورة وثيقة تاريخية وصورة أحد السلاطين وقصر قديم كعتبة تهيؤ لك الدخول إلى عوالم سادت قبل عقود وعقود.
أهدى الباحث الكتاب إلى روح ولده معاذ رحمه الله ، ثم عرج إلى مقدمة قصيرة ولج بعدها إلى صلب الكتاب مبتدئا بشجرة عائلة الكثيري سلطان حضرموت مارا بعدها على مظاهر مجتمعية كانت في حضرموت تتعرف من خلالها على طبيعة المجتمع آنذاك ، وتلمح التغيرات الاجتماعية التي طرأت على ذلك المجتمع إذا مارحت تقارنه بمجتمع اليوم .
لم يقسم د. يحي سهل الكتاب إلى فصول أو أبواب بل ساق موضوعاته تباعا مكتفيا بإفراد صفحة فاصلة بين الموضوعين مكتوب في وسطها عنوان الصفحات القادمة ، ومن هنا انطلق إلى السلطنة العبدلية في لحج ، وهي السلطنة التي كانت لها مكانتها المتميزة بين سلطنات الجنوب أنذاك ، مبتدئا بوضع قائمة لسلاطين العبدلي منذ العام 1792م وحتى آخر سلطان لهم في العام 1976م ، وعرض في موضوع السلطنة العبدلية وثيقة انضمام السلطنة إلى اتحاد الجنوب العربي ، والنظام الأساسي لنادي الشعب الاجتماعي ، ووثيقة الإصلاح الوطني ، ثم دستور نادي الشباب الإصلاحي ، وهنا في لحج كما هناك في حضرموت تتعرف على جوانب سياسية و اجتماعية كانت مجهولة للكثيرين، وذات الأمر حدث معه وهو يستعرض لنا مااستطاعت يده أن تصل إليه من الوثائق المتعلقة بسلطنة الفضلي في أبين ، أو ولاية دثينة المجاورة لها .
الكتاب يقع في في مايقارب المئة وخمسين صفحة من المقاس المتوسط ، ولايحوي صورا لأماكن أو شخصيات أو وثائق فقد وردت الوثائق والدساتير والقوانين والأنظمة مكتوبة ، وأحسب أن الباحث سهل قد جمع في كتابه هذا ماتوافر له من مادة تاريخية متفردة غير مكررة في كتب أخرى ، ولهذا فقد استشعر أهميتها وأفرد لها هذا الكتاب كي تغدو في متناول الباحثين والدارسين والمهتمين بالشأن التاريخي اليمني الحديث ، وبالشأن التوثيقي ، وهو من إصدارات العام المنصرم 2020م عن مكتبة ومركز الصافي للطباعة والنشر والتوزيع /صنعاء.