دعونا نعود بالذاكرة إلى الوراء قليلاً .. نقلب صفحات كتابنا الجنوبي ، وتجربته مع ما سميت "وحده" والانقلاب عليها من قبل قبيلة صنعاء وتحويلها الى "احتلال قبلي همجي للجنوب" .
رغم قساوة هذه الذكرى ووقعها المؤلم علينا .. على الرغم من أنها لم تنس وما زالت محفورة في قلب كل جنوبي عانى من ظلم محتل قبلي همجي أحل قتلنا وأهدر دمائنا بفتاوى دينيه صدرت من أفواه شيوخهم لإبادة الشعب -والإنسان-الجنوبي وكل ما هو جنوبي..
-فعلاً- حُقق له الانتصار الذي أراده بمساعدة بعض ممن كانوا جزءاً من أرض الجنوب ، وأكلوا مما أنبتت أرضها وعاشوا من خيرها وتناسوا كل هذا أمام احقاد كانت في قلوبهم نتجت من حرب أهليه سابقه بقي أثرها فيهم .. حيث جعلتهم أحقادهم يبيعون أرضهم مقابل وعود وعدوا بها ، من مناصب وهميه او حفنة من المال متناسين أنهم سلموا أرواحهم وأرواح أهلهم إلى مشنقة هذا المحتل الدموي الغاصب ..
دخل علينا بوحدته المفروضة بقوة السلاح كالطوفان ، اذا ما حل في مكان أخذ معه كل شيء ولا يبق سوى بقايا من هذا المكان ، فلم يكتف بالنهب والسرقة وأخذ ثروات هذا الوطن الغالي ، بل أن حقده أمتد لإبادة كل ما هو جنوبي، والى يومنا هذا ونحن نعاني من هذه الإبادة والطغيان علينا .. حيت قام بإبادة الإنسان الجنوبي من خلال تهميش وإقصاء وإبعاد كل الكوادر الجنوبية ذي الخبرات والكفاءات العالية سوى كانوا من المدنيين او العسكريين الذي تم إبادتهم وأبعادهم عن مناصبهم بطريقه متعمده ، والى يومنا هذا يتم إبادتهم ، حيت تم نزع كل بذرة زرعت لتنتج ثماراً طيبه يستفاد منها في خدمه هذا الوطن ، هذه هي الوحدة التي يدعون والديمقراطية التي جاء يرددها علينا بشعاراته الكاذبة .. لم يسلم من هذه الإبادة احدا ، حتى شباب الغد وأمل المستقبل لم يسلموا من هذه الإبادة ودخلوا في دوامتها ومخطط هذا العدو الذي لم يرحم احداً ..
هؤلاء الشباب ذو الطاقات العالية والمواهب الذي لو تم الاستفادة منها ووفرت لهم كل الظروف المناسبة لأصبحوا اله يُعتد بها يستفاد منها في بناء مستقبل هذا الوطن ، طاقات وقدرات عالية قد يستهان بها ولا يعطي لها قدرها الكافي من الأهمية ، ولا أخفي عليكم لقد كنت واحده ممن أستهان بهذه القدرات، وكنت دائماً أتسال ما يمكن أن يعمله هذا الشاب للمستقبل في ظل ما يحيط به من ظروف صعبة من أحوال هذا البلد وظروف العيش الذي يذوقونه من هذا المحتل ؟!!
لكني اليوم اصبحت مؤمنة بهذه القدرات الهائلة التي يمتلكونها هؤلاء الشباب بعد أن رأيتها في احدى المعارض الذي أقيمت في مدرستي تحت إشراف بعض من زملائي المعلمين المشهود لهم بالكفاءة والنزاهة .. حيث كان الغرض من هذا المعرض تقديم بعض النشاطات وإظهار القدرات الذي يتميز بها هؤلاء الطلاب .. وعلى الرغم من أنني لم أكن على ثقة بما سيقدمونه الا اني كنت في شوقاً لرؤيته وعندما تم استكماله وتجهيزه إذ بي أقف في ذهول أمام ما رأيته من إبداع ومواهب قدمت بطاقات عالية وإمكانيات بسيطة، وقفت خجلة من نفسي، كيف استهنت بهذه القدرات التي ظهرت في هؤلاء البراعم الصغار ..ولو وجد من يسقيها لأنبتت لنا احلا الثمر . أدركت حينها أن هذه الإبادة والتضييع الذي يحاول القيام به هذا المحتل إبادة متعمده ومخطط مدروس ممنهج لقتل كل ما هو جنوبي وكل ما هو جميل يتميز به هذا الوطن الغالي الجنوب . فهل يمكن أن نستدرك ما تبقى لنا من ذلك ؟!!!!
