آخر تحديث :الأربعاء-06 أغسطس 2025-08:58ص

الحوثي ..عدو للجنوب والشمال و العرب

الثلاثاء - 05 ديسمبر 2017 - الساعة 08:56 م
عادل العبيدي

بقلم: عادل العبيدي
- ارشيف الكاتب


الحوثي بما هو عليها من عقيدة دينية ، وبما معه من مشروع سياسي عسكري إيراني ، هو عدو للجنوب و الشمال والعرب ، وعقيدته تلك و مشروعه ذاك ، طموحه أكبر من أن يقف بهم مغلقا على نفسه في حدود الجمهورية العربية اليمنية ، وسيحاول بل هو هدفه الاستراتيجي أن يمتد بهم لتشمل سيطرته كل منطقة الجزيرة و الخليج .

هل تدرك دول التحالف العربي هذا الخطر؟

قد يقول قائل :هي تدرك ذلك الخطر ! ، وهذا ماجعلها تتدخل عسكريا في اليمن . نعم هذا هو الحاصل فعلا ، ولكن اقصد هنا  أن تدرك بجد ، و ليس أن تدرك باللعب السياسي و العسكري، حبا في الحفاظ على مصالحها فقط ، ويكون ذلك على حساب نضال وتضحيات و مصالح شعب أخر ، وقف إلى جانبها وحارب معها وبفضل من الله ثم بتضحيات هذا الشعب و مقاومته صنع لها نصر ، جعلها  تصول وتجول في البلاد بحرية ،وتجد لها مواقع منها تواصل حربها ضد ميليشيات الحوثي ، و ما زال هذا الشعب، أي (الشعب الجنوبي ) و مقاومته يقف جنبا إلى جنب مع دول التحالف العربي في مواجهة الخطر الحوثي .

بعد مقتل (صالح ) و استيلاء الحوثي على صنعاء، و على  جميع أو أغلب مساحة الجمهورية العربية اليمنية ، أصبح الحوثي لوحده في مواجهة دول التحالف العربي عسكريا و سياسيا ، وهذا يعني انه الأن  هو القائد السياسي و العسكري  في مواجهة دول التحالف ، على خلاف ما كان عليه في زمن الشراكة مع (صالح ) وقبل مقتله.

الخطر  من الحوثي ، دينيا و مشروعا استراتيجيا سياسيا و عسكريا، على الجنوب و على الشمال وعلى دول التحالف العربي ، سيبقى مابق الحوثي ، ولكن السؤال هنا ، هل سيبقى خطر مقيد بطائفة الحوثي فقط ، أم أنه سيتطور ليكون خطر دولة ، لها أرض وشعب و جيش و حكومة ؟.

للأجابة عن ذلك ألسؤال  تبينه ردات الفعل على الحوثي ، من قبل المواطنين في الشمال  و القوى الوطنية بما فيها المؤتمر الشعبي العام و الأصلاح، و ما يسمى بالجيش الوطني، المتواجد في مأرب ،  في الأيام القادمة .

إذا كانت شواهد الأيام القادمة تبين أن حال الوضع في الشمال مستقر ، لا انتفاضة شعبية ،  و أن شراكة المؤتمر مع الحوثي باقية على ماهي عليه ، و لم تتأثر بمقتل زعيم المؤتمر ، ولم يحصل أي تقدم للجيش الوطني اليمني، المتواجد في مأرب بأتجاه صنعاء ، فهذا يعني أن دول التحالف العربي  أمام خطر دولة ، وليس طائفة فقط ، عليها تجاهه أن تعيد النظر في ثقتها وجديتها ودعمها لقوى وطنية يمنية ، ممن  تركن عليهم في تحرير الجمهورية العربية اليمنية من الحوثية.

خطر محدق كبير وواقع على منطقة الخليج و الجزيرة ، من الحوثية ، لدفعه يتطلب جد وصدق و أحقاق الحق أينما كان، و لمن كان، أكثر من أي وقت مضى.

لهذا على دول التحالف العربي ، إذا أرادت  معتزمة رفع خطر الحوثي و مشاريعه المدمرة عن منطقتها ودولها ، مثلما يكون ذلك كحق من حقوقها للدفاع عن مواطنيها و أراضيها و مصالحها ، فرضته تغيرات سياسية و عسكرية ، عليها أن تنظر بتلك العين نظرة صادقة، عادلة إلى شعب الجنوب ، وبأرادة القاضي العادل ، الخائف من الله ، تعيد له حقوقه المسلوبة ، و تحقق مطالبه التي في سبيلها ناضل و قدم التضحيات ، وتعترف بحق استقلاله وقيام دولته ، دون أن يثنيهاعن ذلك سياسة ، أو وضع أعتبار أو مصلحة لأي  قوى شمالية و خارجية .

فالجنوب شعبا و مقاومة لا يحتاج شهادة تبين أنه بيئة طاردة للحوثة،  و أنه لا يمكن أن يقبل مشاريعهم ، فشهادة الدفاع و النصر ، تكفي لذلك ، كما يجب على دول التحالف العربي أن تكف ألسنة الأخوان من التخوين و الطعن في وفاء الجنوبيين  مع  التحالف ، في أعلامهم و قنواتهم، ووضع حد لمؤامراتهم و أعمالهم الأجرامية الأرهابية بحق الجنوبيين ، وأن المعركة مع حوثية صنعاء، ولا يجب تحميل الجنوبيين أكثر من طاقتهم .