آخر تحديث :الإثنين-01 سبتمبر 2025-11:35م

حذار يا أبناء الجنوب من هذا الرجل !

الأحد - 20 مارس 2011 - الساعة 03:56 م
أحمد سالم باوزير

بقلم: أحمد سالم باوزير
- ارشيف الكاتب


أحمد سالم باوزير

 

حينما تحدث حميد الأحمر قبل سنوات من اليوم حول القضية الجنوبية بشر به كثيرون منصفاً لأهل الجنوب الذين نالهم الكثير من الظلم منذ 1994 وحتى اليوم وتحدث آخرون عن ان الرجل يملك رؤية منصفة وعادلة يمكن لها ان تعيد الحق لأهله.

 

اعترف للجميع إنني كنت من بين كثيرين ممن توسموا في حميد سنوات طويلة خيراً حتى خاب ظني مؤخراً وأدركت بمالايدع مجالاً للشك  ان حميد الأحمر والنظام الحاكم في اليمن قد يختلفون فيما بينهم لكنه يتفقون كل الاتفاق بخصوص كل ما له شأن وصلة بقضية الجنوب العادلة التي لايمكن لأي إنسان ان ينكرها أو يتجاهلها.

 

برع حميد الأحمر طوال السنوات الماضية في بث التصريحات التي تدغدغ مشاعر الناس في الجنوب وأحاديثه عن المساواة والعدالة وما إلى ذلك من كل هذه الألفاظ  ورفض بالمقابل ان يقول لنا ماهي "القضية الجنوبية" بنظره؟ وماهي مقومات هذه القضية ؟ وأسسها ، كل هذه الأشياء اختزلها الرجل في تكرير عبارات مطاطة عن وحدوية أبناء الجنوب ومظلوميتهم.

 

خلال الأيام الماضية جندت نفسي مشاهداً لقناة سهيل الفضائية التابعة لحميد الأحمر وشاهدت العجب العجاب وصورة مخيفة لما هو قادم من تعامل حميد مع أبناء الجنوب كافة ،كان من بين ما شاهدت هو محاولة القناة كتم أي صوت يتحدث عن الجنوب ومظلوميته لعشرات المرات شاهدت القناة تقطع بث قناة الجزيرة مباشر لسبب ان احد الجنوبيين اتصل واخذ يتحدث عن الجنوب وقضيته ووصم مذيعي القناة في  عدد من البرامج للجنوبيين بالعملاء للنظام والأمن القومي والكثير من التوصيفات المخجلة التي لم يصدرها علي عبدالله صاح ذاته.

 

طوال السنوات الماضية سقط العشرات من الشهداء في الجنوب برصاص قوات الأمن ووصل الأمر إلى دهس النساء بالسيارات في المكلا وقصف المنازل في ردفان وابين لكن ورغم كل هذه فحميد لايعترف بهؤلا ولايعتبرهم شهداء !

 

إن كان هذا هو تعامل حميد اليوم مع الجنوبيين اليوم وهو لايملك من السلطة شيء فماذا عساه ان يكون يوم غد حينما يتولى أمور السلطة فليس من المستبعد يومها ان يجز رقاب كل جنوبي يريد معارضته بالرأي وكل هذا قياسا على مصادرة الرأي الجنوبي اليوم .

 

لحميد نقول ولغيره إننا لانملك ذاكرة مثقوبة وقد نكون في الجنوب شعب صادق وبريء حد السذاجة لكن هذا لايعني إننا لم نتعلم مما حدث لنا طوال السنوات الماضية بل على العكس تعلمنا ان السياسة لاتحتاج إلى قلوب طاهرة وملائكية.

 

ليعلم حميد وغيره ان الشعب في الجنوب حينما تقدم إلى الوحدة  في العام 1990 كان صادقا كل الصدق لكنه غدر بهذا الشعب ومنذ العام 1994  والجنوب مستباح ارضاً وانساناً وهوية وكرامة  وحقوق وحريات وكل شيء.

 

للجنوب قضية سياسية بكل ماتحمله الكلمة من معنى وخلف هذه القضية يقف شعب بأكمله وعلى حميد الأحمر ان يعي ذلك ، عليه ان يعي ان الزمان اليوم ليس يوليو 94 وليس مايو 90 بل هو زمن 400 شهيد جنوبي والآلاف من الجرحى والمعتقلين  لذلك عليه الا  يتطاول في أحلام السراب والوهم ويتخيل من نفسه فاتحاً جديداً للجنوب .

 

لم يعد خافيا على احد اليوم ان أحزاب اللقاء المشترك بزعامة "حميد الأحمر" تحاول اليوم في خضم الفوضى الحاصلة ان تبتلع  نضال أبناء الجنوب الذي انطلق في العام 2007  وقدم في طريقه قوافل من الشهداء والجرحى والمعتقلين والعشرات من القيادات المطاردة وكل ذلك بإذن الله لن يسقطه احد لاحميد ولاغيره .

 

كان الجنوب وشعبه عظيماً حينما تضامن مع اخوانه في الشمال ووقف إلى جانبهم في كل الملمات ورفض التخلي عن كل قطرة دم شمالية وهتفت عدن والمكلا والضالع وابين والمهرة لأجل صنعاء ، صنعاء التي تغاضت عن الجرح الجنوبي طويلا  ولطالما استغاث الجنوب بالشمال دونما فائدة.

 

اخيراً وليس أخراً هي كلمة  أوجهها إلى حميد الأحمر والى كل من يظن ان الجنوب مطية يمكن ركوبها أقول لهم أفيقوا بني عمي  فوالله ان أنجم السماء في كبدها لهي اقرب لكم مما تصور لكم خيالاتكم وبيننا الأيام ستثبت كل ذلك.