آخر تحديث :السبت-02 أغسطس 2025-11:06ص

الشرعية واللعب بالبيضة والحجر !!

الثلاثاء - 03 سبتمبر 2019 - الساعة 12:59 ص
محمد الثريا

بقلم: محمد الثريا
- ارشيف الكاتب


يبدو ان المتابع اليوم لردود الافعال الصادرة عن حكومة الشرعية اليمنية والتي يصب معظمها باتجاه التصعيد الاعلامي والذهاب بعيدا في مناصبة العداء لدولة الامارات الشريك الابرز للمملكة العربية السعودية في تحالفها وعضو اللجنة الرباعية المكلفة امميا بادارة ملف الازمة اليمنية لن يجد صعوبة في إدراكه حجم الغباء السياسي الذي بات يخيم على خطابها الاعلامي.

حكومة الشرعية تلك والتي على مدار خمسة أعوام ماضية من الفشل والفساد المستشري بين جنبات وزراءها ومكاتب مؤسساتها تعود اليوم للبحث عن اوراق ضغط اخرى تمثلت في التلويح بامتلاكها خيارات ارتدادية ربما لإيهام البعض بانها لازالت تمتلك نفوذا وسلطة تمكنها من لعب دور محوري مستقبلا يحدث هذا بعد ان تأكد تقنين نفوذها وتحجيم سطوتها في ملفات عدة على رأسها ملف الخدمات.

ان حديث بعض رموز حكومة الشرعية في إمكانية خلق تحالف جديد مع الحوثيين في حال استمرت دول التحالف في الضغط عليها وحشرها في الزاوية بغية الجلوس والتحاور مع اطراف بعينها وفرض مسارات جديدة للحل بعيدا عن استمرار الحال القائمة اليوم سوف لن يكون الا مغامرة مجهولة العواقب بل وضربا من التهور السياسي.

في حقيقة الامر لا يمكن تفسير ما تقوم به بعض تلك الرموز المهترئة والتي لازالت تمتلك حضورا ملحوظا في مؤسسة الشرعية وعبر خطابها الاعلامي التحريضي الا كونه فصلا اخرا ان لم يكن اخيرا من فصول الابتزاز السياسي والذي بالفعل يبدو انه سيكون سببا اضافيا يؤكد معه القناعة لدى دول التحالف في ضرورة تقويض تلكم الشرعية باعتبارها باتت حجرة عثرة امام اي توجه قادم للحل..

ان خطابات استدعاء العاطفة وتصريحات الشحن والتنفير التي يمارسها انتهازيو الشرعية اليوم بحق دول التحالف وتحديدا دولة الامارات التي طالما جابت شوارع تعز المظاهرات الشعبية تأييدا لدورها وتغنت ابواق الشرعية كثيرا بفضلها حتى الامس القريب لا تعدو كونها لعبا بالبيضة والحجر ولا يمكن التعويل على نتائجها بتاتا خصوصا في ظل اكتمال الرغبة لدى الاقليم والعالم بضرورة تجاوز هذه المؤسسة الفاشلة وتقزيم شخوصها تمهيدا لإرساء صيغة الحل القادمة.

أظنه من الاجدار باؤلئك المتشنجون الشرعيون محاولة إبداء المرونة السياسية والبحث بدبلوماسية عالية فيما يحفظ لمؤسسة الشرعية ولو دورا معتبرا عوضا عن تبنيهم خيار المواجهة والتصعيد مع دول التحالف والذي لن يؤول قطعا الا الى كسر بيضة الشرعية وبحجر أدعياءها هذه المرة.