آخر تحديث :الأربعاء-14 مايو 2025-12:58م

الوجه الآخر لساكني عمارات المعلا..

الخميس - 07 مايو 2020 - الساعة 06:17 ص
سالم المصري

بقلم: سالم المصري
- ارشيف الكاتب


تعتبر مديرية المعلا من أرقى مديريات محافظة عدن، حيث تتميز بوجود العديد من العمارات القديمة، ولكن يوجد بها ساكنين يرمون المخلفات بطرق عشوائية وغير حضارية، وظاهرة رمي المخلفات من الظواهر القديمة لدى سكان هذه العمارات، واصبحت متفشية بشكل كبير والتي تنتهك بيئتها بشكل يومي، مع وجود اوبئة وامراض انتقالية تنشط بين فترة وأخرى في الاجواء الملوثة.

رمي المخلفات من نوافذ العمارات بالشارع الرئيسي لم تكن وليدة اللحظة، بل من قبل الحرب، ولكن إبان تولي وحيد رشيد محافظة عدن (لست مادحا او مطبلا)، فرض الرجل غرامات مالية على من يرمي المخلفات من العمارات، والغريب في الأمر أن الجميع التزم بالقرار، ولم يعد أحد يرمي المخلفات.

الشعب المسؤول الأول عن نظافة الأحياء التي يقطنها، دور السلطات مكمل فقط أو في حال وجود عائق كبير، قرأت منشور للأستاذ منصور صالح نائب رئيس الدائرة الإعلامية للمجلس الإنتقالي يقول: " النظافة مسؤولية الجميع، وتأتي اولا من استشعار المسؤولية لدى الشخص قبل أن يرمي المنديل من نافذة سيارته"، وأيضا الضمير والوعي هما ما يردع الجاني أولًا عن ارتكاب جرمه في رمي المخلفات.

منذ فترة كنت أعد تقرير لقناة الغد المشرق عن هذه الظاهرة، وأثناء ختام التقرير إذ بساكني العمارات يرمون مخلفاتهم في المكان الذي نصور فيه، يقول صديقي مسعود بأن السلطات المحلية في عدن تتعب في شفط المياه الراكدة في الشوارع وايضا في رفع المخلفات، لقد عاش صديقي يوما كاملا بصحبة عمال النظافة، ولم يتوقع حجم المعاناة لدى هؤلاء العمال، يوما واحدا فقط جعل صديقي يقلب كفيه على خيبة هذا الشعب.

على المستوى العالمي، تعتمد سنغافورة التدابير الأكثر تشددا وشهرة ضد رمي المخلفات، وقد ضاعف هذا البلد سنة 2014 الغرامة التي تفرض على المخالفين، ففي المرة الأولى، يلزم المخالف بدفع 2000 دولار سنغافوري (1500 دولار امريكي)، وفي المرة الثانية 4000 دولار سنغافوري، ثم 10.000 دولار في المرات اللاحقة، وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يُجبر الشخص الذي يلقي بالنفايات في غير مكانها المناسب على قضاء 12 ساعة في تنظيف الشوارع كخدمة مجانية لصالح المجتمع.