آخر تحديث :الأحد-28 ديسمبر 2025-02:47م

ذكرى ٢٦ سبتمبر .. وكوارث الحرب ..!

الخميس - 24 سبتمبر 2020 - الساعة 06:42 م
عبدالسلام هائل

بقلم: عبدالسلام هائل
- ارشيف الكاتب


تحتفي بلادنا بالذكرى ال٥٨ لثورة ٢٦ سبتمبر الثورة اليمنية الأم التي انطلقت في ال٢٦ من سبتمبر١٩٦٢م ،بقيادة الضباط الأحرار ،لتنطلق أول شرارة للثورة السبتمبرية المباركةنحو قصر البشائر في العاصمة صنعاء،ولتخرج الجماهير اليمنية من كل مناطق اليمن شماله وجنوبه ،شرقه وغربه ،مؤيدة ومباركة وداعمة لثورة ٢٦ سبتمبر المجيدة .ضد الحكم الإمامي الكهنوتي الرجعي المتخلف .الذي عاث في الأرض الفساد واتسم عهده بالثالوث المتمثل بالظلم والجهل والمرض ،طيلة فترة حكم أل حميد الدين التي امتدت منذ نهاية الحرب العالمية الأولى وخروج الاتراك من اليمن عام ١٩١٨ م .

عانى شعبنا اليمني العظيم خلالها كل انواع الظلم والقهر والقمع والفقر والمرض والاستبداد .حكم امامي رجعي متخلف في الشمال .ومحتل أجنبي للمحافظات الجنوبية والشرقية ممثلا بالاحتلال الانجليزي منذ عام ١٨٣٩م .كرس كل همه في تجسيد سياسة فرق تسد.واستغلال البلاد .
ولكن شعبنا الذي عانى من ويلات التمزق طيلة هذه الفترة .لم يكن ليخلد أول ليهنأ بالنوم والراحة ،فلم يستكن له قرار في ظل حكم العبودية والاحتلال الغاصب لأرض الوطن .
فكانت مدينة عدن مأوى وملاذا آمنا في بداية بروز المعارضة من الأحرار اليمنين لحكم بيت حميد الدين ،الذين فروا من بطش آل حميد الدين وكانت مدينة عدن في اربعينيات القرن الماضي نواة تجمع الثور والاحرار اليمنين، الذين سرعان ما اسسوا جمعية اليمن الكبرى والتي تضم اعضاءها من كل مناطق اليمن شمالا وجنوبا . وفي مقدمتهم ابو الاحرار محمد محمود الزبيري واستاذ الثوار المناضل الكبير / أحمد محمد نعمان .ومما ساعد ايضا انتشار الوعي الثوري بين اوساط الناس وجود المنتديات الثقافية والفكرية والصحف في مدينة عدن بتلك الفترة مازاد تعمق الايمان بالفكر الثوري والتحرري التي اتسمت به تلك الفترة في معظم دول العالم الثالث والوطن العربي بشكل خاص ،واصدر النعمان والزبيري صحيفة صوت اليمن. .من عدن .وتلاها صحيفة الفضول للشاعر عبدالله عبدالوهاب نعمان ..،
احرار اليمن تشبعوا بالافكار الثورية والايمان المطلق بواحدية الثورة اليمنية .فاصدر المناضل / عبدالله باذيب صحيفة النصر من تعز والتي كانت معارضة للانحليز .
ولكي يتم الخلاص من الاحتلال للجنوب لابد من ظهر يحمي الثورة فكان الهدف الاول للثورة اليمنية الخلاص من الحكم الامامي المتخلف في الشمال وهو ما اجمع عليه احرار اليمن انطلاقا منذ ثورة ١٩٤٨ التي اطاحت بالامام يحي حميد الدين على يد الشيخ المناضل / علي ناصر القردعي ،مرورا بحركة ١٩٥٥م بقيادة البطل احمد الثلايا .وحتى تم تنفيذ عملية الاغتيال للامام احمد حميد الدين بحادثة مستشفى الحديدة من قبل ابطال الثورة اليمنية ( العلفي،واللقية ،والهندوانة ) والتي على اثر ها ظل طريح الفراش لمدة عام حتى توفي متأثرا بجراحه في ١٩ سبتمبر ١٩٦٢م ليعلن البدر توليه الملك بعد ابيه .
لكن الثوار كانوا له بالمرصاد ،لتنطلق شرارة الثورة بالقصف على قصر البشائر بصنعاء ليلة الخميس ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢م .معلنين بذلك انتصار الثورة وقيام الجمهورية .
ومن ساعتها هبت جماهير الشعب اليمني من اقصى الجنوب والغرب والشرق والشمال في الانخراط بالدفاع عن الثورة وتجميع الدعم الشعبي في مدينة عدن والدفع بالمقاتلين للمناطق الشمالية وكان ابرز المشاركين الشهيد البطل علي ناصر عنتر في معركة يسلح ودخول العاصمة صنعاء وغيره كثر من ابناء المحافظات الجنوبية .
ثورة سبتمبر تجسدت بمخاض جديد تمثل بإنطلاق ثورة ١٤ اكتوبر المجيدة والتي كانت تعز محطة انطلاق لثوارها الاحرار .
الى جانب مهامها الرئيسية كمحطة رفد قوية بالثواروالمقاتلين للدفاع عن ثورة سبتمبر المجيدةلكل الجبهات في المناطق الشمالية ،لدحر عناصر الإمامة التي ظلت تقاتل بشراسة طمعا في العودة للحكم .وعزز انتصار الثورة السبتمبرية دعم الجيش المصري لليمن في عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر .ولكن الدعم الاقليمي للعناصر الامامية طول من أمد القضاء عليها حتى تجسد ذلك في انتصار ملحمة السبعين يوما وفك الحصار عن العاصمة صنعاء وفي الانتصار الاعظم بنيل الاستقلال الناجز في ال٣٠ من نوفمبر عام ١٩٦٧ برحيل آخر جندي بريطاني من ارض الوطن الحبيب .
اليوم نحتفي ويحتفل شعبنا اليمني العظيم بالذكرى ال٥٨ لثورة سبتمبر الخالدة .بعد ست سنوات من الحرب والدمار التي لحقت بالشعب اليمني،والاف الضحايا من خيرة ابناء اليمن نتيجة للحرب اللعينة دمرت منجزات ٥٨ عاما واهلكت الحرث والنسل ودمرت البنية التحتية ومئات الالاف من الضحايا والجرحى والنازحين . حرب طال أمدها وتمزق الشعب بين قوى متصارعة ،لصالح الخارج وبتدخل دولي مباشر وداعم لتلك الأطراف المتصارعة ،ماينذر ويهدد مستقبل الوطن ووحدته وسيادته .
فهل آن الأوان لاأبناء اليمن أن يعوا ويغلبوا مصلحة شعبهم وأن يحكموا العقل والحكمة والمنطق.لتحقيق السلام بدلا من السلاح .
وبدلا من استجداء الحل من الخارج....!!!؟؟؟