من دون تشخيص دقيق لواقع حال نخب الجنوب فإن الازمات ستظل تلاحق ابناءه ودون مقدمات طويله ومساهمة من 'متواضع المعرفة' نقول بإن مشكلة الجنوب في الظرف الراهن هي في قوتين بارزتين هم الاكثر خلافات وصراعات خلال الاربعين السنة الاخيرة دون ان نلغي تأثير القوى الأخرى الا ان هاتين القوتين القت ولازالت تلقي بظلالها الكئيب على عموم المشهد الجنوبي بالنظر الى امتلاكمها القوة العسكرية والخبرات ثم العلاقات والولآت الخارجية
اما هاتين القوتين فانها قوة الغرب وقوة الوسط
وبالفصيح قوة المثلث وقوة البدو
اي قوة يافع والضالع وردفان
وقوة ابين وشبوة.
وبالمختصر المفيد الزمرة والطغمة ويخطئ من يغفل حقيقة هذا..
دعك من جيوب هنا وهنا منشقة او معارضة لمناطقها لكن الكتل القوية بهذه المناطق والقوى الفاعلة هي من تقود وهي من تمسك بتلابيب الصراع.
في ثمانينات القرن الماضي تعززت القوة لدى الطرفين وافرزت لنا الاحداث المأساوية بعام 1986م التي قصمت ظهر الجنوب وتجربته.
في 1990م قادت الطغمة الجنوب الى باب اليمن بدافع الصراع والانتقام لا من الرجعيين والامبرياليين ولا لاجل الاهداف السامية لاي وحدة وانما لرفض الحوار مع ابناء الجنوب وللانتقام من رفاقهم بالحزب من قوى الزمره.
في 1994م انظمت الزمرة الى صف الشمال الرافع لشعار الوحدة لا لشي الّا لإن الطغمة بقدومها الى صنعاء قد اشترطت عزل الزمرة من اي ترتيبات الى حد مطالبة الدولة بترحيل قادتهم الى خارج الوطن.
من المفارقات الملفته ان كثيرا من ابناء القوتين عند لقياء بعضهم بعض بصنعاء بعيد الوحدة كان القادمون من عدن ( الظغمة) يتعالوا على زملائهم من (الزمرة) بانهم هم الوحدويين ولاغيرهم.
منذ بعيد 1994م إلى2011م مر الجنوب بمحطات مختلفة في البدء كان بروز الزمرة متصدرين المشهد الجنوبي في سلطة الوحدة لكن بعد خطوات من هيكلة اتخذها رأس النظام (عفاش) للمؤسسات العسكرية والامنية بل والاجهزة الحكومية بانت صورة الوضع الهامشي الحقيقي لابناء الجنوب وان كانوا في الشاشة يظهرون بالالقاب والرتب والوظائف الكبيرة.
خلال هذه الفترة ظهر الحراك الجنوبي عمليا بمسيراته وفعالياته السلمية وقد افرز في البدء انجاز ضخم للجنوب نظريا بالاعلان عن التصالح والتسامح وهو ما يعني التصالح بين الزمرة والطغمة. هذا الشعار الذي اختبر بقوة في منعطفات للاسف لم يطبق على الواقع وهو امر لابد من دراسته.
اما بعد 2012م وبعد تولي الرئيس عبدربة منصور قيادة الدولة فقد شهدت مكونات الحراك السلمي فترة سلام نسبي مع السلطة وغابت بالمجمل الملاحقات والاعتقالات والعكس سمح للمسيرات ويمكن القول ان الرئيس هادي بعيد الحرب التي شهد الجنوب خلال بدايتها التأم مدهش قد ترجم الى حد ما عملية التصالح بحركة التعيينات الهامة لقوى مختلفة بمافيها غالبية لابناء مناطق من سميت بالطغمة.
وبدلا من استغلال هذه التطورات لاحداث تصالح وتضامن وتحالف قوي وحقيقي بين القوتين تحرك الشيطان الكامن في المصالح الخاصة لدى قيادات الطرفين وهي المصالح المادية والعلائقية مع آخرين ولعل الشيطان نجح في توسيع الشرخ الجنوبي وتعميقه
الخلاصة:
------------
في الاخير اتصور شخصيا بان من الصعوبة تحقيق انجاز حقيقي في القضية الجنوبية مالم يفرد قادة الكتلتين ( الزمرة -الطغمه) حوار عميق وحقيقي ولا اقول استراتيجي للخروج بتوافقات تقود الى افعال تطبق على الواقع وتراعي كل التطورات المحلية واليمنية والاقليمية والدولية واجزم بان دون التزام القوتين الاستقلالية النسبية ولا اقول المطلقة في القرار والابتعاد عن التأثير الهائل للخارج فلا مجال لان نصل الى حلول