لست أدري لماذا يحتفي الانتقاليون بالتسريبات الخاصة بإزاحة هادي وتعيين نائب توافقي ، وهم الذين أداروا ظهورهم للثورة الجنوبية وتنكروا لها وتسابقوا لخطب ود هادي وتسليمه #عدن على طبق من ذهب بعد أن حررها أبناؤها ولا سواهم ، والكثير منهم أسموا مواليدهم أثناء شهر العسل مع الشرعية باسم " عبد ربه " تيمناً بهادي ومجاملة له ..؟!!… أم أن محبة البركاني - الأوفر حظاً بالمنصب - غلبت محبتهم لهادي على اعتبار أنه لا محبة إلا بعد عداوة بحسب القول السائر ؟!!.. ومن شعار : مع هادي من أجل بلادي" إلى شعار : " مع البركاني والرأس عالي".
بالطبع هادي لم يكن يوماً مع الجنوب ولن يكون ؛ ولكنه ورغم علاته وعيوبه ومثالبه أفضل لنا بكثير من البركاني أو أي نائب آخر من الشمال هذا إذا كنا بالفعل وطنيين ونبحث عن جنوب أما إذا كان الجنوب خارج الحسابات والاعتبارات فهذا شيء آخر.
ولكن وعلى ما يبدو أن الانتقاليين يفضلون الشماليين حتى وإن كانوا الأسوأ .. ففي عهد بن دغر الجنوبي كان الدولار فقط بخمسمائة ريال ومع هذا ثارت ثائرتهم ولم يهدأ لهم بال إلا بعدما تم التخلص منه وأتوا لنا بشمالي -أو بالأحرى الكارثة التي وصلت إلى كل بيت- اسمه معين عبد الملك الذي أول عمل عمله هو تسريح الموظفين الجنوبيين من قصر معاشيق واستبدالهم بآخرين من منطقته ولم تسلم منه حتى الوظائف الخدمية ، ودفع من إيرادات محافظة عدن مرتبات موظفي محافظة #تعز ومحورها في الوقت الذي منع فيه المرتبات عن أبطال القوات المسلحة والأمن الجنوبية ، كما أن أبناء عدن يتضورون جوعاً ولا يجدوا ما يسدون به رمقهم ومع ذلك راح معين مخبازة يصرف على النازحين بسخاء وبالعملة الصعبة... فأين الانتقاليون من كل هذا ؟!!.. بل أين هم اليوم والدولار قد تخطى حاجز الألف وما يزال في تصاعد مستمر ؟!!.. ولماذا التزموا الصمت وبلعوا ألسنتهم حيال هذا الفاسد والفاشل ؟!!.. بالطبع وحتى لا أنسى بن دغر فاسد من العيار الثقيل ولا يستطيع أحد إنكار ذلك، كما أنه ضد الجنوب أيضاً ، لكنه مقارنة مع معين يعتبر حالة أرقى ..أليس كذلك .. ؟!!.
زكريا محمد محسن
