ومعنى المثل إن من لم يكن باستطاعته أن يطال العنب وهو في الشجرة بسبب قصر قامته أو وضعه الصحي أو أي سبب مماثل فانه يتذرع بأن العنب حامض أي حصرم وذلك للحفاظ على ماء وجهه وكبريائه .
وهناك حكايات عديدة تحكي قصة المثل لكننا إخترنا أكثرها قبولا ومصداقية . منها ما يتحدث عن بستان أو مزرعة عنب- كروم يضرب بها المثل ، و هي ملك لرجل ذي حسب و نسب ، يوصف بأخلاقه الحميدة و الراقية . وفي صباح يوم مشرق كان هذا الرجل يتجول في ربوع مزرعته فشاهد لصا قد تسلل الى داخل المزرعة ، فتوارى عن الأنظار ، و بدأ يراقبه . كان اللص يحاول جاهدا أن يقطع قطفا ( عنقودا ) من العنب ، لكن جميع محاولاته باءت بالفشل ؛ بسبب علو هذه الكروم . فتقدم صاحب المزرعة إلى اللص قائلا : أترغب أن أقطع لك قطفا من العنب. فقال اللص بتكبر و استعلاء : لا .. لا ... لا أريد أنه حصرم .... !، فضحك صاحب المزرعة بصوت مرتفع وأردف : الماينوش العنب بيده يكول حامض ماأريده(1) !!.
هذا المثل يقودنا للاشارة الى بعض الحالات السلبية في السلوك والتصرف لمن نحن نعنيهم ومن هؤلاء الذين يتندرون على غيرهم حينما يعلو بهم الشإن العلمي أو الاجتماعي بل وحتى الصحي وياليت كانوا بمستوى المتندر عليه ، بل هم أقل حظا وامكانية ،بسبب عجزهم أو ضعف امكانياتهم وهم يعلمون ويتناسون ذلك لأسباب نفسية وتربوية منها: الجهل والشعور بالنقص والغيرة والحسد والطائفية وقل ماشئت وبذلك نقول لهم ( الماينوش العنب يكول حامض )!!.
بعض السياسيين وأولي الأمر هذه الأيام أصابهم ماأصاب غيرهم ممن ذكرناهم آنفا ، فتجدهم يعيبوا على غيرهم ممن كانوا قادة في زمن مضى بعض انجازاتهم أو طريقة عملهم أو ماكانوا يتصفون به من قيم أخلاقية ، مع ان ماقدموه للعراق شاخص وبارز ومشهود له بالبنان ، في حين إنهم عاجزون عن مجاراتهم وبذلك يرددون بأن ( العنب حامض )!!.
ليس عيبا أو انتقاصا أن نستشهد اليوم بانجازات وقيم الذين سبقونا و التي أثبتت الوقائع والأحداث انها كانت ناجحة وصادقة في حماية البلاد ورفع شأنها في الداخل والخارج ، كما يجب أن لاتأخذنا العزة بالاثم ويكون ضحية ذلك العراق وشعبه في كل الميادين ، وأن نتواضع ونترفع من أجل المصلحة العامة ( والماينوش العنب يكول حامض )!!.
1- بتصرف وتعريق ، جون شمعون أل سوسو ، الأمثال قصصها ومعانيها ومناسـباتها لماذا تقال ومتى
