تابعت الحوار الذي أجراه الصحفي عبدالجبار باجبير، مع المخرج الرائع زيدون مبارك العبيدي، الذي خصص للحديث عن المسلسل الرمضاني "العاصفة"، وردود الافعال التي سبقت عرضه، كان حديث المخرج العبيدي مقبولا في كل ماقاله بالنسبة لي على الأقل، الا عبارة واحدة تمنيت أن لايقولها مخرجنا الجميل، وهي العبارة المتعلقة برأي الجمهور..
العبارة التي تمنيت أن لا يقولها العبيدي، والتي تمثل انتقاص من مكانته كمخرج، وتظهره بمظهر المتعالي على الجمهور، وينتقص من رأي المشاهدين هي • لا اكترث لما يقولون عن المسلسل فقد تعودت على ذلك في أعمالي السابقة، كل تركيزي الآن منصب على المونتاج كي يظهر بالمظهر الذي تم رسمه بمخيلتي"، جملة بقدر مافيها استفزاز فهي تدل على عدم مبالاة المخرج بتقييم الجمهور للعمل الفني الذي يقوده، وهذا لم يفعله حتى عظماء الاخراج في العالم، لأنهم يعلمون أهمية رأي الجمهور في أي عمل فني، وان الجمهور هو المقياس الحقيقي لأي عمل، وتجاهل ذلك أو محاولة الانتقاص منه هو انتقاص من العمل نفسه ومن عناصره.
شخصيا ضد الانتقاص من أي عمل فني قبل مشاهدته، وأن يترك أي رأي إلى مابعد عرضه، فكيف للمرء أن يحكم على شئ دون أن يراه ليقيمه تقييم صحيح.
أتمنى أن يتراجع المخرج زيدون العبيدي، الذي لا أخفي اعجابي الشديد وفخري به كمخرج حضرمي، عن جملته تلك، وأن يقدم اعتذار للجمهور، وهذا ليس عيبا بل انه سيرفع من مكانته، وسيثبت انه كبير في وعيه وفي فنه، وانه يمتلك مستوى عال من ثقافة الاعتذار، وسيساعد على أن يهتم الجمهور بهذا العمل الفني الذي أتمنى له النجاح، وأن يقول النقاد وأيضا جمهور المشاهدين رأي منصف بعد مشاهدته.