آخر تحديث :السبت-13 سبتمبر 2025-10:54م

وقفات.

الإثنين - 22 أغسطس 2022 - الساعة 09:41 م
ايمن علي منصور

بقلم: ايمن علي منصور
- ارشيف الكاتب


في الحقيقة عند استلام الراتب الان لا أشعر بأي سعادة أو فرح كما كان زمان وذلك لأن الراتب لم يغطي المصروفات  أو يسدد الدين وعند استلامه تفتح معادلة رياضية عديمة الحل تتملص بعدها بهدوء وترمي بها إلى ام العيال التي تديرها بشكل مرضي ،
واكتفي بالبحث عن اسعار السلع في المحلات ،لان فارق السعر بين المحلات كبير حتى محال الجملة ،
مما يجعل الواحد يتسائل لماذا فارق السعر كبير !!!
ولماذا هناك فارق سعر اصلا !!!
لماذا الاسعار غير مستقرة !!!
ولماذا !!! ولماذا !!!!

كل هذه التساؤلات   تراودني وانا في خطبتي وصلاة الجمعة ثم تدافع المصلون للخروج من أبواب المسجد فقد كان ينتظرهم في الخارج كتلة بشرية تكونت وتعالى صياح وتساؤلات ....
ايش في ؟ 
ماذا يحصل ؟
ثم تأتي الإجابة تقريبا شافية كافية ..
مسكوا سارق .
فوج المصلين الخارج للتو من المسجد ليس على رأي وفكر واحد .
مجموعة ترى أن :- 
يضرب ضرب مبرح ..
يربط على عمود الإنارة ..
يتم تسليمه للشرطة...
الذي فيه يكفية ويطلق سراحه ...
تصويره كي يحذر منه الآخرين ....
هذا كله و لا احد من الجماعات مختلفة الآراء تعلم ماذا سرق ،وقفت محتار بليد الذهن لا ادري ماذا اقول أو افعل ، نفترض أنه فعلا سارق ولم يتجنى عليه أحد ،
ماهو الفعل الصواب الذي يتوجب عمله من الناحية الإسلامية .

لماذا اختلف المصلون في آرائهم !!! 
هل في فرغ بين المسلمين وشرائع الاسلام !!!
هل العصبية مسيطر على تصرفات المسلمين !!!
هل المجتمع يعاني عدم وجود ثقافة موحدة !!!
لماذا لم يترك الأمر للعالمين والفاهمين !!!
واقعة أظهرت هشاشة مجتمعنا ،
ثم غاصت يدي بجيب القميص و لمسة  الالف الريال حق السمك والخضار ب٥٠٠ ريال سمك أي كلام  وب٥٠٠ريال خضار اي كلام برضة لأن ال ٥٠٠ ريال لن تجلب لك سمك مقبول او خضار مقنع وانما نحاول نكون مثل باقي الناس و لأن السياسة الغذائية تعتمد على السمك والخضار .
وأنا بسوق السمك لفت نظري اثنان من خارج البلاد يبايعون في سمكة لاباس بها ( سمكة نفر ) عرضوا مبلغ ٨٠٠٠ ريال والبائع يريد ١٢٠٠٠ ريال وانا مسمر قربهم ادعو الله ان تتم البيعة  أملا في الحصول على رأس السمكة ( اعتقادا مني أنهم ليس بحاجة إلى رأسها ) قبل الله دعائي وتمت البيعة ب ١٠٠٠٠ ريال بعدها تقدمت إليهم وبينت مطلبي وبكل رحابة صدر وكرم اهداني رأس السمكة ،
و لا ادري هل هم فعلا لا ياكلون رأس السمك أو أنه شفقة منهم الي ، كيفما كان الأمر غير مهم المهم أن راس السمك بحوزتي ،

ثم أخذت سمك اضافي وخضار وقصدت المنزل وانا اشعر ببعض النصر والفرح، وطوال فترة طهو الطعام وام العيال تتحسر على ال٥٠٠ ريال حق الخضرة ذلك أن الباميا قارع والباذنجان لاذع والبطاطس بحجم الطماطم والطماطم غير موجود وحبة بصل و ثلاثة قرون بسباس اخضر وكم شريط كبزرة هذا هو المجموع .
وعندما اجتمعنا على صحيفة الغذاء انتابني جوع شديد ورغبة مفرطة للطعام و امتدت يدي مباشرة إلى رأس السمكة وعند لمسه عرفت أنه تالف ( مرجوج ) وتأكدت بعد طعه فعلا راس سمك النفر تالف ( مرجوج ) انصدمت وشعرت بحزن شديد كاد يسقمني عن الطعام  وطارت الفرحة هذا رغم اني لم ادفع فلس واحد مقابل الرأس وماذا عن مصير الرجلين اللذان دفعا عشرة آلاف ريال عدا ونقدا في قيمة سمك تالف ( مرجوج ) الله يكون في عونهم .

لماذا هذا الغش !!!
من يحمي المواطن من الغش !!!
لماذا التجار الجدد أغلبهم عديمي الأخلاق والقيم !!!
هل التاجر يقدم خدمة المواطن أو يراوغ للانقضاض على المواطن ضنا منه أنه فريسة !!!
أسئلة كثير تراودني وبصراحة المجتمع فقد الأمن والامان والأخلاق والقيم المجتمع يبحث عن دولة تضبط كل شؤون حياته.