في تقريبا الساعة الحادية عشر وعشر دقائق ظهرا و أشعة الشمس تقترب من العمودية و لا وجود للغيوم و سطح الأرض ساخن ولا و جود المسطحات مائية أو غطاء نباتي في عز الحر تقريبا امشي عائدا من المدرسة مترجلا بين الإشعاع الشمسي والاشعاع الارضي هذه الفترة التي يتجنب كثير من الناس الخروج فيها بسبب ارتفاع درجات الحرارة المحسوسة ،
ما أن تجاوزت مقبرة حصن شداد إذ بشاب في بداية العمر تقريبا يقترب مني وقال :-وين تودي هذه الطريق ؟
نظرة إلى سائلي اتفحص واتأمل وجه من هو امامي قبل أن أرد ، إذ بوجه هايم وشارد وينظر إلى الا شي وجه متعب وجه يتالم بصمت ثم قلت إلى اين انت تريد ؟
قال :- جعار
قلت ابن من انت ؟
قال ..صبري
قلت ..صبري من ؟
نظر إلي وتبسم تقدمت ووضعت يدي على كتفه وقلت له تعال معي ، بسهولة غير مسار طريقة وسار معي ونحن نتحدث حينا و يخيم الصمت احيانا ،
قلت ..من اين انت ؟
قال جعار
قلت.. متى جئت من جعار؟
قال..امس
قلت اهلك يدوروا عليك !!
تبسم وقال أيوه ايوه
قلت اين ابوك؟
قال ..زمان كان مدرس
قلت ..والان ؟
قال.. مات
قلت ..وامك !!
قال ..ماتت
قلت معك اخوان !!
قال..انا العاشر
قلت ..اخوانك يدوروا عليك
تبسم ونحرف بسرعة إلى ثلاجة الماء السبيل أمام بوابة مدرسة الوحدة وفتح الصنبور وأخذ يشرب ، بعد أن ارتوى
قلت ..من اين انت؟
قال.. من عدن
قلت.. من ابوك !!
قال.. عبدالباري
قلت ..معك اخوان
قال..لا انا وحدي
وتبسم ثم اتجه إلى سائق سيارة نها كانت واقف أمام بوابة مجمع بلقيس للبنات وطلب منه قات و سجارة ولكن السائق كان معه مضقة ( شمة سوداء ) أعطاه مضقة أخذ المضقة و وضعها تحت الشارب الاعلى جهة اليسار والسائق ينظر إلي وقال بهمس مجنون قلت لا وتبعته
قلت ..وأخواتك التسعة !
قال ..كلهم بنات
قلت ..اين تريد ؟ ( ونحن نقترب من ميدان نصيب عوض نصيب ميدان البلدية سابقا)
قال ..حصن شداد
قلت.. ولماذا رجعت معي !
قال..اريد الصرح
وقفت وامسكت بذراعه ونظرة بعينيه وقلت..تعرفني
تبسم وقال لا
قلت تعرف من في الصرح !
قال ..( وذكر اسم بيت في الصرح )
قلت ..لماذا باتروح عندهم !
قال..با شتغل
قلت ..بس انت كنت رايح حصن شداد
قال ايوه
قلت ..لماذا
قال..با شتغل
وعندما اقتربنا من ميدان البلدية وقفت وقلت ..ممكن اساعدك !
قال..كيف با تساعدني !!!
قلت انت ماذا تريد ؟
نظر إلى وتبسم ثم فارقني باتجاه الصرح تقريبا وذهبت انا إلى السوق ، ولا حولا ولا قوة الا بالله ، طفل عمره بين ١٧ عام يعاني من مرض نفسي و هايم مع نفسه في الشوارع جسمه نحيل ومتعب ويبدو عليه الجوع لبسه متواضع ضايع في الشوارع جسم بلا روح،، وتذكرة همس سائق النها عندما قال مجنون وهو في الحقيقة ليس بمجنون ولكن سائر إلى الجنون فمن يريد أن يساعده و ينتشله فهو في الشارع ابحث عنه مؤكد ستجده.