آخر تحديث :السبت-13 سبتمبر 2025-10:54م

دمعة ألم

الإثنين - 17 أكتوبر 2022 - الساعة 06:26 م
ايمن علي منصور

بقلم: ايمن علي منصور
- ارشيف الكاتب


في صبيحة يوم الجمعة وتحديدا الساعة الثامنة اتصل بي ابن عمي وقال أنا معزوم عندك غداء ومسافة السكة وانا عندك ، قلت تشرف و تأنس يا حيا بك وغلق الجوال .
ليس من عوائده ، لأول مرة يعملها ويتكلم معي بتلقائية صح هو ابن عمي لكن علاقتي به علاقة رسائل اس ام اس او واتس تهاني و تبريكات الفرح أو تعازي لا سمح الله ، لايزورنا ولا نزوره .
ايش ذكره بنا خير اللهم جعله خير،
ثم أخبرت الحرمة وهي تعد الشاهي في المطبخ 
قالت ،،بايجي لحاله أو هو وأولاده  !!!
قلت ،،، مش عارف 
قالت ،،قالك الان بايتحرك

قلت ،،ايوه ، قال مسافة السكة 
قالت ،،يعني ساعة إلا ربع تقريبا 
قلت ،،تقريبا المسافة من عدن  
قالت،، ننتظر لما يجي 
رجعت ارتمي فوق الفرش و تعلقت عيناي في السقف و اتذكر كلام الحرمة امس في الليل أنه لا توجد في البيت خضرة اطلاقا و لا ثوم ولا زيت و الارز باقي حق يوم والدقيق والسكر على وشك الانتهاء والجيب فاضي، الله يستر، وشعرت بضيق شديد أخذت عدة انفاس ثم اتجه والى المطبخ

وقلت ،، الشاهي جاهز
قالت ،، ايوه
قلت ،، شاهي حليب ،،
نظرة الي وقالت ،، على الحاصل ،ابن عمك مش غريب لازم يقدر ظروفك 
قلت ،،الحمدلله نحن احسن من غيرنا بهذا الوضع ،
ورحت إلى الفرش حتى إذا استلقيت نهضت مسرعا إلى المطبخ 
قلت ،،شي باقي بسكويت من حق الجهال ،
قالت ،،لا  ثم نظرة الي 
وقالت،،اذكر الله وصل على النبي ،
عملت بنصيحتها ذكرت الله كثيرا وصليت على سيد الخلق ،ثم دخلت الحمام وأخذت دش خفيف وانا البس دعوت الله في سري وقلت اللهم بحق قيام الليل لك وحدك كل ليلة 
اللهم فرج همي 
اللهم عبدك ضعيف فقير بين يديك 
اللهم ضاقت بي السبل 
اللهم استرنا والمسلمين 
اللهم اني عاجز لا اقوى على شيء
اللهم ليس لي احد سواك .

دعوت ربي حتى احمرت عيناي و ذرفت دموعا و شعرت بالانكسار والوحدة والضيق أخذت بعدها عدة انفاس ابعد الهم والضيق عن صدري ثم ذهبت اصحي الاطفال ، قوموا  قوموا عمكم فلان بايجي الان ثم قصدت غرفة الضيوف وقلت ايش المصيبة هذه ثم رفعت يدي 
اللهم فرج همي 
اللهم فرج كربتي 
اللهم استرني ، و رن الجوال، قلت الوو
قال أنا عند الباب 
مسحت وجهي بشال و فتحت الباب وصافحته كان لحاله لم يحضر  العائلة معه  وهات ياترحيب ومجاملة وبعض الحديث ثم قدمت له كوب شاهي احمر وكاس ماء و لا فوقهم ولاتحتهم شي و كأن الأرض انشقت وابتلعتني هذا الموجود، قبض على إذن قلص الشاهين وأخذ رشفة، وقال الله الله ما شاء الله شاهي موزون وكأنكم تعرفوا مزاجي، قلت بالهناء ولا ادري هل هو يتكلم بجد أو عنده دبلوماسية ،

كان يتحدث وانا اهز برأسي وأقلد الانصات وهو يسرد قصص جدي وأبوي وأبوه ايام زمان ،و ما أن وصلت الساعة التاسعة والنصف اعتذرت منه و دخلت عند الحرمة
وقلت كيف الخبر
قالت  الي تقدر عليه
وكلانا يعلم أنه ليس في البيت شيء يمكن أن يباع ويجلب فلوس، الذهب واكلناه من بدري الجوال الوحيد في البيت جوالي ولن يجيب الفين ريال نظرت الحرمة إلي بيأس ،
وقالت،، هات خضرة من عند صاحبك وخليه يعطيك الف ريال هات بها سمك ، قلت والله مش عارف هل بايعطيني أو لا الشهر هذا طلع الحساب ١٧ الف و اعطيته فقط ٥ آلاف 
قالت سم الله وتوكل على الله ، و الله يفرجها من عنده ، رجعت الديوان وانا منكسر ليس لدي حلول أو خيارات وقلت هيا يا ابن العم إلى السوق ، عندما خرجت من البيت انتبهت أن معه سيارة فيتارا اخر موديل و بدأت اركز عليه وإذ النعمة باينه عليه شغل السيارة والمكيف ثم تحركنا عند وصولنا إلى السوق طلبت منه بإلحاح البقاء في السيارة متحججا  بالحر ولكنه أصر على مرافقتي و واجهت بائع الخضار وهو منشغل بالزبائن ولكن بين كل لحظة وأخرى يرميني بنظرة ، وابن عمي بجانبي واقول في نفسي ايش هذه المصيبة ايش هذه البلوى و قرأة آية الكرسي والمعوذبات وتقدمت وطلبت ١٠٠٠ ريال خضرة مجموع و أنا أدعو الله أن لا يفضحني أمام ابن عمي و يسمعني اسطوانة مشروخة ، ولكنه قليل الاصل أصر على اسماعي كلمتين سامة كعادته ولكن مافي اليد حيلة أخذت الخضرة وطلبت الف ريال نقد نظر إلي وشاف وجهي منكسر دفع بالالف الي أخذته وانصرفت إلى سوق السمك و وجدت السمك غالي أخذت الحاصل ، وعدنا إلى البيت دخل هو الديوان ودخلت انا المطبخ، ام العيال  اول ما جيت قالت ما شاء الله فيه البركة اعطتني معنوية رغم اني كنت يائس وضعت السلال و دخلت الديوان نسولف سوالف الماضي و نترحم على موتانا حتى إذا تقارب الوقت ذهبنا إلى الصلاة ثم عدنا ولم عاد اشعر بالخجل والانكسار عادت الثقة بنفسي ،

واجتمعنا حول صحيفة الغذاء فلم يعجبه ارز التيسير و سمك الباغة وظل ينغم الغذاء بأطراف أصابعه من بسم الله إلى الحمدلله و اتت التحلية شاهي احمر بعدها قال اسمع يا ابن عمي انا ناوي افتح مشروع في البلاد وانتم لكم ارض ورث للوالد قلت با اقيم مشروعي عليها ( وأخرج كيس يحوي خمسمائة ألف يمني و سبعة الف سعودي و اوراق مبايعة) طلب مني أخذ المبلغ والتوقيع له ، قلت كيف أبيعك شي لم أراه ، ولكنه حاول وأصر على البيعة مع امتناع مني وعندما رفضت التوقيع أخذ الكيس بما حوى  وخرج من البيت وهو غاضب ،ثم علمت من بعض اولاد عمي أن الأرض قد تساوي اكثر من خمسين مليون ،،
وكيف هذا النذل الذي شغلني طوال اليوم في ماذا اقدم له رغم فقري وهو يريد اكلي  رغم غناه .