شخصية شيخ امهبيل التي انتشرت في المنطقة الوسطى اصبحت شخصية اسطورية لشاعر واديب تكاد لاتخلو اي مناسبة من حضور لافت لهذه الشخصية والتي فرضت نفسها كشخصية ساخرة وهزلية وقد انتشرت كثير من القصص حول شخصية شيخ امهبيل ويتداول الكثير من الناس المقالب التي وقع فيها وهي كثيرة ومتعددة ،،،
الا ان الحقيقة التي قد يجهلها الكثيرون ان شيخ امهبيل هو شخصية اجتماعية وادبية وشاعر كبير ومتمكن وله مساجلات شعرية افحم من خلالها كثير من كبار الشعراء والأدباء لما يتميز به من خفة الدم وسهولة العبارات وجزالة المعنى وهوا شخصية فرضت نفسها في الوسط الإجتماعي على انها لشخص غبي جاهل متخلف يقع دائما في المتاعب نتيجة لاخطاءه
وقصة شيخ امهبيل قصة غريبة
شيخ امهبيل رجلاً واقعياً، فقد كان يحل مشكلاته بذكاءٍ مبطن بغباء خارجي، حيث إنه كان يدعي الغباء في تصرفاته رغم أنه ذكي وبارع في التخلص من المواقف التي تواجهه، ولأنه رجل واقعي فقد كانت قصصه تنطبق على ثقافات جوانب كثيرة من منطقتنا الوسطى لتجسد قصصه التي تحاكي واقعنا ، من خلال عكسها على شخصيات أخرى انتشرت سيرتها في الأدب الاموي والعباسي سواءً كانت شخصية حقيقية مشابهه لشخصية شيخ امهبيل أو شخصية خيالية تقليدية، كشخصية بهلول الذي عاش في زمن هارون الرشيد وقد انتشرت كثير من قصص هذه الشخصيات الخيالية والأسطورية في الأدب الاغريقي وهذا ما جعل قصص شيخ امهبيل تنتشر في مختلف منطقتنا الوسطى كشخصية واقعية حقيقية ،،
قصة شيخ امهبيل لم تلق حقها من الانتشار كما كان لشخصيات عالمية كثيرة في الادب العربي التي ظهرت في العصر الاموي والعباسي
فقد كان له حضور في منطقتنا الوسطى حيث يكاد لا يخلو اي محفل من حضور لافت ومتميز وذلك من خلال قصصه الساخرة والمضحكة واشعاره الجميلة المتميزة بالفكاهة ولكنها تنم عن معاني كثيرة وعبر تكاد تتشابه مسيرة حياة شيخ امهبيل بشخصيات هزلية وساخرة مرت في التاريخ الادبي مثل شخصة جحا وشخصية اشعب وغيرها من الشخصيات التي يزخربها تاريخنا الادبي والثقافي ،،
شيخ امهبيل واسمه حسين امبارك الماسي من ابناء مديرية لودر
سألناه يوما ماهي شروط الانضمام الى مشيختك فاتى لنا بشروط قد يعجز عنها الكثيرون منها ..
انه ذهب يوما ليبيع شاه له فأخذها الى سوق الأحد في مدينة لودر وهذا اليوم يكون حافل بالناس من جميع انحاء المنطقة وخارجها وقد باعها صباح ذلك اليوم بقيمة عشرين الف ريال يمني ثم قال في نفسه سأبتاع شاه اخرى افضل منها ولكن سأنتظر الى آخر النهار يكون فيه الباعة قد انهكهم التعب
وبالفعل انتظر الى آخر النهار فصادف شاه شبيهه بشاته الا انها افضل واحسن منها بكثير فاشتراها باربعين الف وقادها الى بيته ليفرح بها زوجته وما ان وصل الى البيت وشاهدتها زوجته الا وهذا الشاه تقبل على امها فنظرت زوجته اليه وقالت لقد اشتريت شاتك يا شيخ امهبيل .
وهناك كثير من القصص التي عرف بها شيخ امهبيل واصبح من يقوم بعمل مماثل ينعتوه بشيخ امهبيل
حتى انه كان يوما ذاهب الى بيته ليلا فصادف قوم معهم ثور صغير ويريدون ان يرفعوه الى السيارة فلم يستطيعوا فاقبل اليهم وامسك بخطام الثور فإذا به ينقاد معه ويصعد الى حوض السيارة بكل سهولة
فذهب الى بيته فإذا زوجته تصيح : سرق الثور سرق الثور
فما كان من شيخ امهبيل الا انفجر ضاحكا حتى وقع على الارض فقالت زوجته مالك ياشيخ امهبلان فقال :
قولته المشهورة عرفني الثور وانا لم اعرفه ،
وشخصية شيخ امهبيل ليس شخصية رجل اهبل ومتخلف كما هو مشهور عنه وان كان يتعامل على هذا النحو بل كان رجلا ذكيا الا انه كان يتعامل مع المواقف التي كانت تواجهه في حياته بطريقة ساخرة، الا انه في الحقيقة رجلا حاد الذكاء ،،
وشيخ امهبيل رجل فقير يعيش أحداث حياته بطريقة مختلفة ومتخلفة ويتماشى مع تلك الأحداث الشبه حقيقية ؛ فهو كان يتصرف بذكاء كوميدي ساخر فانتشرت قصصه ومواقفه التي كان يتعامل معها في حياته اليومية، وكانت تنتقل قصصه من شخص إلى آخر مما نتج عنه تأليف الكثير من الأحداث الخيالية حوله
شيخ امهبيل لايزال يعيش احداث حياته في مدينة لودر الى يومنا هذا
ولايزال يتحفنا بقصصه واشعاره الجميلة الرائعة ،،
بدوي الجبل المنصوري