# خــــــديـــجة الجـــــــــسري منذُ فهمت أن السن مجرد رقم لا يمثل حقيقتي أبداً، لم أعد أخافُ نيسان كما كنتُ أفعلُ كل عامٍ ، ولم يعد يهمني أن تكون حياتي طويلة ، بل تكون حياتي عميقة، أن أمرَ أنا بالأيام لا تمر بي هي..في كل عام من شهر. ابريل لا أولد من جديد ؛ لكن أعيد حساباتي من جديد في كل عام أقفُ دقيقة صمتٍ على ما فات من عمري وأنا ما زلتُ بعد في طور النسيان والهلاك.. نحن لا نعيش مرة واحدة.. الحقيقة أن العمر عندما يمضي يأخذ معه من صحتنا وقوتنا، وأن الروح مهما كانت شابة ستثقلها الحياة وتجاربها، والحياة ضيقة جداً وقصيرة جداً وبالكاد تكفي الأساسيا..هناك أشيئا ماتت في حياتي موت أبدياً؛ لكن ذاتي لم تخضع لهذه الحقيقة بل جعلتها حيةً أخضعُ أنا لكل أوامرها دون تردد مني .. لقد كبرت جداً يا أمي ، أصبحت مثل الشخص المسن ، ليس في عمري إنما في عقلي وكلما نظرت إلى عيناك أرى ما تبقى من طفولتي ، متى شاخ قلبي حتى وصل إلى مرحلة كبيرة؟؟ بينما في داخلي طفلة صغيرة ترتدي جميع المخاوف ، صعبة الفهم تريد الشيء ، وأخرى لا تريده ، عالقة في دوامة أفكاري التي لا تنتهي وفيه مجرة أحلامي الواسعة وفي فضاء سوداويتي لا أعرف كيف اتحدث بالشكل المطلوب دائماً تنقصني كلمة ما ، تلك الكلمات تقول كل شيء بينما لا استطيع اخرجها كما هي ، أشعر وكأنني فوضى عارمة لا نهاية لها ، حتى أبات أحياناً لا استطيع فهمي ولا أريد معرفة ما يحدث من حولي هكذا فقط أنام طويلاً حتى اتخلص من فكرة ما تلاحقني بينما أغلق عيناي أراها في كل مكان، أفكاري تطاردني بشكلٍ يثير غضبي ، اقرأ كثيراً ويلفت انتباهي جزء من ما كُتَب، وأشعر لوهلة أنه يعنيني بتلك السطور وكان هذه السطور تعلم بأنني امتلك مزاج لعين طول الوقت يا أمي .. قلتي أنني ولدت في فصل الربيع، كانت الأرض خضراء والسماء ترقص بهجةً وإنني ضفتُ لحياتك سعادة أبدية، أنني أتيت والوطن ينعم بالأمن والأستقرار موحداً ..!! فلماذ أدركنا كل هذا الخريف ؟ منذُ الوهلة الأولى لفجر شبابنا ونحن ننتظر الربيع؛ لكنه خيم علينا خريف الوطن ..وجودك وأمل يتسلل من وراء الأفق مازل يجعلني أنتظر ربيع العمر البهيج ..