آخر تحديث :الإثنين-02 يونيو 2025-08:03م

بحكم الأمر الواقع، وبعد ثمان سنوات من الحرب

الأربعاء - 03 مايو 2023 - الساعة 11:55 ص
صلاح بن لغبر

بقلم: صلاح بن لغبر
- ارشيف الكاتب


أصبح الحوثيون السلطة والقوة في #اليمن_الشمالي من دون منازع على الأقل حاليا وعلى المدى المنظور.
ولم يعد يخفى أن مفاعيل صراع السنين العشر الأخيرة او ال 13،  قد أنتجت واقعا يعرفه الجميع، وسيسعى كل طرف للبناء عليه، فخرجت #إيران بانتصار واضح وبين ولا لبس فيه في #اليمن_الشمالي 
وخرج #العرب بمن فيهم اليمنيون المعارضون للحوثي ومشروع إيران بالانتصار الذي حققه #الجنوبيون بدعم التحالف العربي بقيادة #السعودية وحافظوا عليه بدفع من قضيتهم المركزية التي كانت عاملا أساسيا هنا  وستبقى كذلك، وهو أمر يغالط نفسه من لم يره ويستوعبه، وكل مقاربة لن تخرج عن هذا الواقع. 
مقاربة تقول أن 
اليمن اليوم أمام مفترق ذي طريقين:
- يتمثل الأول بإعادة انتاج دولة واحدة تكون تحت هيمنة #إيرانية واضحة وبينه مستمدة من سيطرة ذراعها على صنعاء  و 95% من أراضي اليمن الشمالي وهي بالفعل تحكم القبضة على كل مفاصل الدولة والسلطة والمؤسسات، وهذا يعني حكما التفريط بالانتصار العربي الوحيد في مواجهة المد الإيراني، أعنى هنا الجنوب المحرر، صاحب الانتثار الوحيد في الحرب الإقليمية مع المشروع الإيراني. 
ما يعني مشهدا أشبه بذاك الذي يعرفه الجميع في #العراق أو لبنان بل أذل للعرب عموما، ذاك أن اليد الإيرانية في اليمن تسيطر على كل مفاصل الدولة ومؤسساتها وعاصمتها، فاستخدام كلمة سيطرة أصح هنا من كلمة هيمنة،  هذا النموذج سيمكن الحوثي من التمدد في كل (اليمن) خلال سنوات ربما تكون قليلة، في حال إضعاف الجنوب وذراعه القوي المجلس الانتقالي،  أو تشتيت جهوده بخلق صراعات فرعية تسعى لها قوى داخلية أبرزها الحوثي والإخوان وقوى إقليمية على رأسها إيران وقطر.
- الثاني يقوم على تعزيز الانتصار الجنوبي، كحائط صد متقدم وقوي وجه المطامع الإيرانية المعروفة للجميع، وهذا يقتضي بالضرورة البناء على الانتصار الجنوبي، بما في ذلك دعم مطالب الجنوبيين بالاستقلال واستعادة دولتهم وهو السبيل الوحيد لإبقاء هذه الجزء المهم من الجزيرة العربية بعيدا عن السيطرة الإيرانية. 
وحتى القوى اليمنية الشمالية المناهضة للحوثيين لم يعد لديها الكثير من الخيارات في ظل ما يرسم حاليا من تسويات، تجعل حتمية وصولها إلى قناعة مفادها أن دولة مستقلة في الجنوب أمر لا بد منه لتحرير اليمن الشمالي مستقبلا من قبضة عصابة الكهنوت الحوثية التي يبدو انهم سيعانون منها لفترة طويلة.