آخر تحديث :الجمعة-01 أغسطس 2025-01:26ص

" الميراث " حق المرأة المسلوب

الأربعاء - 05 يوليو 2023 - الساعة 06:18 م
خديجة الجسري

بقلم: خديجة الجسري
- ارشيف الكاتب


تؤكد جميع الاديان والشرائع ان الميراث حق للمرأة كما هو للرجل لا يجوز حرمانها منه بأي حال من الاحوال ، لذا فإن ما نشهده من ممارسات يتم تبريرها بتقاليد المجتمع وتؤدي لحرمان للمرأة من ميراث زوجها أو أبيها هو بالتأكيد ليس من الديانات في شيء ، بل هو من الأعراف البالية التي لا تسود الا في المجتمعات الجاهلة والمتخلفة ، والتي ظل الناس فيها لا يورثون المرأة لأنها عندهم "المكسورة الجناح" التي لا تحيا الا في كنف الرجل سواء كان والدها او زوجها ، هذا بالاضافة للمفاهيم السائدة بأن توريث الاصهار سيؤدي الى خروج الارض من ملكية العائلة مع تعاقب الاجيال ، وهكذا يتم تحت هذا الشعار سلب النساء حقوقهن في ميراث الأب ، واذا ما حصل وان تمردت امرأة على هذا العرف الظالم ، فإن رجال العائلة يواجهونها بعداء سافر قد يتصاعد الى درجة تتعرض فيها هذه المرأة الى العنف والاذى لأنها اصبحت بنظرهم خارجة عن الاعراف والتقاليد . 
لقد ندَّد القرآن الكريم بهذا الظُلم الواقع على المرأة في قضية إرثها أو كونها متاعاً يوَرَّث، بل وقطع بصريح العبارة بحرمته، فردَّ بذلك إلى المرأة كرامتها، ومن ذلك:
قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ ﴾ 
بعد ذلك  أصبح الإرث نظاماً اجتماعيّاً تشريعيّاً بقرارٍ إلهي، يشترك فيه الذُّكور والإناث، والضُّعفاء والأقوياء، والكبار والصِّغار ، ونزلت أوَّلُ آيةٍ تُبيِّن أنَّ للنِّساء نصيباً في الميراث، وهي قوله تعالى: ﴿ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا ﴾ [النساء: 7]
 وهذه الآية تقطع جزما بأن للمرأة نصيبا في الميراث ، وان كان قليلا لا يجوز حرمانها منه ، ولا شك ان كل من يحرم المرأة من نصيبها يكون قد تعدى حدود الله ، والله تبارك وتعالى يقول(ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه ) وفي آيات اخرى توعده الله بعذاب عظيم يوم القيامة ، لذا فإن حرمان المرأة من الميراث يعد من الكبائر ويستوجب عقوبة الله تبارك وتعالى .. 
إن التكافل والتراحم والتعاون بين افراد المجتمع اساس تقدم المجتمعات واستقرارها ،و ما يحدث بين الافراد من خلافات ونزاعات حول الميراث يعود الى عدم التزامهم بشرع الله - عز وجل - وعدم معرفة الفرد ما له من حقوق وما عليه من واجبات ، او يقوم بتجاهل هذه الحقوق والواجبات لاسباب تتمحور حول الجشع والانانية وحب الذات مستغلاً إن المرأة في المجتمع ليس لديها الجرأة للمطالبة في حقها من الميراث ، وذلك احتراما منها للعادات والتقاليد الاجتماعية حتى لو كانت هذه العادات والموروثات الاجتماعية تحرم المرأة من حقها الطبيعي والشرعي التي فرضها لها الإسلام والقوانين في الدستور اليمني .