آخر تحديث :الجمعة-24 أكتوبر 2025-10:42م

قضية (فاطمة) بنت عدن المغدورة التي أذهلت المجنون قبل العاقل

الجمعة - 04 أغسطس 2023 - الساعة 07:58 م
علي الكويتي

بقلم: علي الكويتي
- ارشيف الكاتب


وإنـما الأمــم الأخــــلاق ما بقيت فـإن هـم ذهـبت أخلاقهم ذهـبوا
قال تعالى (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) 
فأين نحن من ذلك 
وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
صدق الله العظيم

قضيتنا اليوم عن القصة الغير حقيقية والتي لا تخطر على عقل بشر ولكنها بالواقع حقيقية
حدث لا يستطيع العقل إدراكه أو كيفيه حدوثه 
لحظات لا يقدر الإنسان الطبيعي تخايلها
فما بالك هي تحدث وتكون أمام الملأ
وكاننا في غابة وصراع متوحشين لا يملكون عقول توجد بها لغة الرحمة والشفقة والإنسانية
أصيبت عدن بالأمس بذهول أربك الشارع بحادثة مقتل بنت بربيع عمرها بجريمة لا توصف من بشاعتها وقساوتها أحزنت الجميع وفطرت أفئده كل ما سمع بها
يا رحمتاه جريمة تجاوزت الحدود وتعدت المحظور
وأذهلت المجنون قبل العاقل
فرحمه الله عليها وصبر أهلها والهمهم الصبر والسلوان
وأخذ أقسى العقاب القاتل المعتدي

نرجع لعدن وما إدراك ما عدن..
عدن أصبحت غابة وذلك بسبب انتشار السلاح وتفشي المخدرات واستهتار الشباب ونقص الوازع الديني وفقدان الردع الأمني والقضائي
تكفيها عدن، ومن فيها من سكانها من مآسي
فقد أصبحنا نخاف على أولادنا وجيلنا القادم
فعدن أنهكتها الحرب والصراع السياسي وخدماتها التي بالحضيض، فقد أصبحت لا تحتمل الجرائم تلو الأخرى والمصائب الشنيعه تلاحقها وكأنها فيلم رعب على أجزاء، فعدن محتاجه وقفه رجل واحد من الوزير إلى الجندي والأمني إلى القاضي إلى المعلم إلى الأمام إلى المثقف
إلى كل من تهمه عدن التي قدمت لنا الكثير
ولكن لم نجازيها خير جزاء

في عدن..
في عدن وصلنا إلى وقت أصبح الأب لا يستطيع توفير قوت نصف اليوم لأولاده

في عدن أصبحنا في وقت نبحث فيه عن شربه ماء بارد نروي بها عطشنا بسبب الحر الشديد

في عدن أصحبنا لا نجد وقت نستطيع فيه النوم ساعة مريحة بالليل وذلك بسبب انطفاء الكهرباء المتوالي

في عدن أصبحنا نتجرع صبراً وتحملأ تغلغل المخدرات بأنواعها في أجسام احبائنا وأقاربنا

ونحن من هنا ومن هذه الكلمات والعبارات المليئة بشقاء عدن رسالتنا لكل القيادة السياسية والعسكرية والسلك القضائي والشخصيات المعتبرة وكل منظمات المجتمع المدني ونشطاء وإعلاميين وحقوقيين الحاضرين منهم والغائبين وكلا منهم في داخل وخارج هذه المدينة 
لكل من تهمه هذه المدينة الحبيبة،
نبعث لهم رسالة مفعمة بروح الوطنية والانتماء والشعور بالمسؤولية، لابد من وقفة جادة وحازمة وشحذ الهمم إن لم يكن لنا فليكن لأبنائنا
ف غايتنا الإنسانية هو نشد العزم والإرادة ونجتمع ولو مرة وحده على أمر يمس ويداهم حياة مدينتنا

فعدن أنهكت تحت وطئ الصراع السياسي الذي بدأ بحرب عسكرية سابقة دمرت البنية التحتية ومقومات الدولة، إلى الحرب الاقتصادية الحاضرة التي أدقعت الشعب بالفقر، ثم التفنن بتعذيب عدن بالخدمات، إلى حرب تفشي ونشر المخدرات لينتج مجتمع تائه بلا هدف مستقبلاً

ف ندائنا إلى كل القيادة السياسية والعسكرية والدينية وكل شرائح المجتمع ولا نستثني أحد
فالأمر يهم الجميع..
والمخاطر تداهم الكل..
وذلك لنهدف بمستقبل حاضر وقادم بجيل واعي ومتسلح بالعلم يقود المرحلة المقبلة للبلد نحو التطور والتحضر.
هذا ودمتم سالمين..

 

3 أغسطس 2023
علي الكويتي
ناشط حقوقي سياسي