آخر تحديث :الإثنين-02 يونيو 2025-07:44م

تحرير صنعاء

الأحد - 13 أغسطس 2023 - الساعة 07:22 ص
صلاح بن لغبر

بقلم: صلاح بن لغبر
- ارشيف الكاتب


‏من الواضح أن مشروع تحرير صنعاء واليمن الشمالي من إيران والحوثيين كان صفحة وطُويت، وما يُبحث الآن في سراديب المفاوضات لايخرج عن داىرة  كل  قُطرها: إلى أي مدى يمكن تلبية شروط الحوثيين الذين يُعاملون كمنتصر

ليبقى السؤال المحوري: ماهو مصير (الشرعية) والقوى الشمالية المناهضة للحوثي؟ وسط علم الجميع أنه حتى المفاوضات الجارية ليس لأولئك يد على طاولاتها، وهم منتظرون ما سينتج للتوقيع عليه، كمريض ينتظر من يجود عليه ببعض المسكنات.

يكاد يكون من الواضح أيضا أن الحوثيين سيتجهون بعد ذلك لمحاولة غزو الجنوب واحتلاله من جديد في ظل حاجتهم الماسة لحرب مستمرة تبقى أتباعهم مخدرين تحت شعارات القتل والموت

يدرك الجنوبيون ذلك جيدا ويعدون أنفسهم لهذا اليوم ولاشك أنهم سينتصرون لعدة أسباب منها: وجود قضية وطنية جنوبية تغذي عقيدتهم القتالية، ووجود قوة كاسحة وهم الذين هزموا الحوثيين في كل معركة وميدان التقى فيه الجمعان.

وبالطبع لن يكون هناك مكان للقوى المتخاذلة، فجيش (الشرعية) والإخوان ومليشياتهم أثبتوا خلال سني الحرب أنهم لايريدون أي اقتتال في الشمال مع الحوثيين أو غيرهم، لكنهم كانوا مستعدين دائما للحرب ضد الجنوب وقد حاولوا مرارا حتى يأسوا بعد انكسارات وهزائم مُذلة.

كما ان خططهم للسيطرة على الجنوب وتحويله لوطن بديل بحيث تكون القوى الشمالية مسيطرة على البلدين بشكل كامل قد فشلت وانهارت  أمام قوة ووعي وصمود وانتصارات الجنوبيين وقواتهم المسلحة في ظل وجود قيادة عسكرية وسياسية قوية.

أمًا في حال سلق عملية سلام كالتي يُسوى لها الملعب الآن وفق شروط الحوثيين، فإن أولئك سيحصلون على بعض المناصب من الحوثي في حكومة مشتركة لن تحيد عن  هيمنة حوثية سياسية وعسكرية واقتصادية كاملة، وهو ما يعني إعلان انتصار الحوثي بشكل صريح في اليمن الشمالي.

أما الجنوب فلن يكون أمامه إلا خوض معركته المصيرية التي قد تكون في مواجهة القوى الشمالية مجتمعة تحت قيادة الحوثي، لكنه بالتأكيد لن يتنازل عن ارضه وتضحيات رجاله ونسائه طوال ثلاثين عاما ليكون ضمن بلد يحكمه ويهيمن عليه أعداؤه.
ولن يحيد عن طريق انتزاع الاستقلال الذي سيكون عندها أمرًا لا بديل عنه، كما كان دائما، فيحافظ على بلده وشعبه بعيدا عن الاحتلال وهيمنة إيران ومليشياتها في اليمن الشمالي.