حينما يحتقر المواطن وتصادر أبسط حقوقه ويعامل بدونويه وتتخلى الجهات المسؤولة عن توفير الخدمات له..هنا نعلم أن هذه المرافق فيها خلل يجب أن يعالج وتصحح الأخطاء..لكن منهم المخولين للدفاع عن المواطن المسكين الذي لا حول ولاقوة..هنا ياتي دور الشخصيات الاجتماعية والسياسية ورجال الدين والإعلاميين لتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقهم وتعرية المشكلة وإيجاد الحلول المناسبة لها.
اليوم (امس) الساعه الواحده ظهرا تقريباً صدمت بخبر نقلته قناة بلقيس الفضائية حول مرض الحصبة المتفشي في محافظة أبين عامة ومديريات المنطقة الوسطى خاصة...لقد كان التقرير الإخباري بعيداً كل البعد عن الموضوعية بل استهزاء واضح وجلي بالمواطنين..كون الضحية هو المواطن ومع ذلك فقد حمل التقرير المواطنين المسؤولية الكاملة في تفشي هذه الكارثة الصحية.. حيث لم تراعي قناة بلقيس مشاعر تلك الأسر التي فقدت فلذات اكبادها بلى على العكس فقد ألقت باللوم عليهم.. عذراً يابلقيس فابنائنا فلذات أكبادنا نفتديهم بكل ما نملك في هذه الحياة وبانفسنا.. وعذرا دكتور صالح الثرم حين حملتني المسؤولية الكاملة عن هذه الكارثة الصحية أنا المواطن الأمي الجاهل المسكين كذباً وزورا وبهتاناً بعد أن فقدنا فلذات أكبادنا.
إن هذا عملكم والمسؤولية تقع على عاتقكم ويجب عليكم تحمل النقد برحابة صدر.. لقد تابعنا طوال هذه الفترة التي عانت فيها مديريات المنطقة الوسطى من تفشي وبائي الحصبة والدفتيريا تقاعس كافة شرائح المجتمع والمؤثرين فيه من التحذير من هذه الأوبئة الفتاكة وكان الواجب على الصحة في المحافظة أن تعلن تفشي الوباء لا التكتم عليه.. كان الواجب إخطار الإعلاميين والصحفيين والدعاة والشخصيات الاجتماعية تحذير المواطنين وتوجيههم التوجيه الصحيح من أجل الالتزام بالتطعيم .. التطعيم الذي ذكرته معالي الدكتور صالح الذي لا نعلم نحن المواطنين أين موقعه حتى نتوجه إليه.
ختاما أشكر الاستاذ والوالد (الهدار حفيظ) حفظه الله الرجل الوحيد الذي تجرد لتحذير من هذه الكارثة الصحية وتابع الحالات يومياً من مستشفى الصداقةويوما من مستشفى لودر..أنا أتقدم إليه بالشكر الجزيل عني وعن جميع أبناء أبين...وأتأسف على الإعلام الابيني الذي لم يجاري الأحداث وتخلى عن مسؤليته في عرض المأساة الصحية والدفاع عن المواطن من الاتهامات المخزية الموجهة ضده.
أيها الإعلاميين حذاري من بيع الضمائر أو المجاملة على حساب حياة المواطنين..إنا حين اتكلم بهذه الطريقة الشديدة احاول تنبيه المرافق الحكومية والإعلاميين ان الأمر يمس حياة المواطنين بشكل أساسي فالمسألة مسألة حياة أو موت... وأرجو أن تتنبه الجهات المختصة وتعلن تفشي الوباء في المحافظة وتسخير الإمكانيات المتاحة للتصدي لهذه الكارثة الصحية.. كما أطالب قناة بلقيس الفضائية بالاعتذار لأبناء أبين عن هذا التقرير المخزي الذي جعل من الضحية متهم.
*هذا والله ولي التوفيق*
