# خــــديجة الجـــسري ما أن نذكر الحرب العربية الإسرائيلية إلا ويطلع شريطـ المأساة الإنسانية المتعلقة بتشريد عدد كبير من الشعب الفلسطيني خارج دياره. و تهجيرهم وهدم معظم معالم مجتمعهم السياسية والاقتصادية والحضارية عام 1948. وهي السنة التي طرد فيها الشعب الفلسطيني من بيته وأرضه وخسر وطنه، لصالح إقامة الدولة اليهودية- إسرائيل. وتشمل أحداث النكبة، احتلال معظم أراضي فلسطين من قبل الحركة الصهيونية، وطرد ما يربو على 750 ألف فلسطيني وتحويلهم إلى لاجئين، كشما تشمل الأحداث عشرات المجازر والفظائع وأعمال النهب ضد الفلسطينيين، وهدم أكثر من 500 قرية وتدمير المدن الفلسطينية الرئيسية وتحويلها إلى مدن يهودية...هذه الحرب التي خاضها العرب لم تكن لتحرير فلسطين بل كان لكل حاكم عربي من الدول الخمس " مصر ـ الأردن ـ سوريا ـ لبنان ـالعراق ـ" المشاركة في الحرب طموح ضم الأراضي الفلسطينية لدولته ..كان الملك عبد الله قائد الفيلق العربي، أقوى الجيوش العربية المشاركة في الحرب تبعاً لروگان وشلايم عام 2007..عام 1946-47، قال الملك عبد الله أن ليس لديه نية "لمقاومة أو عرقلة تقسيم فلسطين وتأسيس دولة يهودية."من المتفق عليه، أن الملك عبد الله كان يرغب في ضم فلسطين كلها، لكنه كان مستعداً لتقديم تنازلات. أيد التقسيم، معترضاً على أن منطقة الضفة الغربية الواقعة تحت الانتداب البريطاني والتي تم تخصيصها للدولة العربية يتم ضمها للأردن.... كان يرى نفسه "قائداً أعلى للقوات العربية" و"أقنع الجامعة العربية بتعيينه" في هذا المنصب. أثناء قيادته، خاض العرب حرب 1947 من أجل تحقيق الأهداف السياسية للملك عبد الله. أما مصر كان فاروق الأول ملك مصر حريصًا على منع عبد الله من أن يُنظر إليه على أنه البطل الرئيسي للعالم العربي في فلسطين، حيث كان فاروق يخشى أن يؤدي ذلك إلى تدمير تطلعات قيادته للعالم العربي. علاوة على ذلك، كان فاروق يأمل بضم جميع الأراضي الواقعة في جنوب فلسطين إلى مصر. تبعاً لجمال عبد الناصر وصف البيان الأول للجيش المصري العمليات الفلسطينية بأنها مجرد حملة عقابية ضد "العصابات" الصهيونية،مستخدماً المصطلح الذي تكرر ذكره في تقارير الهاگاناه عن المقاتلين الفلسطينيين... نوري السعيد أيضاً ، رجل العراق القوي، كان لديه طموحات بضم كامل أراضي الهلال الخصيب تحت القيادة العراقية.. كما تمنت سوريا ولبنان الحصول على مناطق معينة في شمال فلسطين..أما السعودية واليمن فقد ارسلت مئات المتطوعين وبعض السلاح الخفيف من السعودية وبسبب البعد الجغرافي لم يكن لديها طموحاً جغرافي ولا قدمت جيش يُذكر ، إضافة للمتطوعين المغاربة والسودانيين. كانت إحدى نتائج الطموحات المختلفة للزعماء العرب هي عدم ثقة جميع القادة الفلسطينيين الذين كانوا يرغبون في إقامة دولة فلسطينية، وعدم الثقة المتبادل بين بعضهم البعض.أثناء الحرب كان التعاون سيئاً للغاية بين الفصائل الفلسطينية المختلفة والجيوش العربية، وهذه أحد أسباب الهزيمة النكراء للعرب ع يد العدو الغاصب ...أما اليوم فهي نكبة أخلاقية ومازلت طموحهم الدنيء لا يتغير البحث عن المناصب والإستيلاء كأحقر أمة متفرقة ..