آخر تحديث :الأربعاء-17 سبتمبر 2025-11:53م

الحوثيون وسياسة التناقضات الأمريكية

الإثنين - 22 يناير 2024 - الساعة 08:33 م
عبود الحربي

بقلم: عبود الحربي
- ارشيف الكاتب


الحوثيون حسب التصنيف الأمريكي منظمة إرهابية عالمية تتلقى الدعم والرعاية والتوجيه من طهران وهؤلاء الحوثيون يرفعون شعار الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود وذلك منذ قيامهم بالتمرد والخروج المسلح على الدولة اليمنية في ٢٠١٤ وحتى اليوم الذي تطور فيه هذا الشعار الإيراني المنشأ إلى اعمال إرهابية ضد المصالح الغربية والأميركية منها بالتحديد في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن مما أدى إلى قيام الإدارة الأميركية بتشكيل تحالف عسكري اطلق عليه حارس الإزدهار قي ١٨ ديسمبر ٢٠٢٣ الذي يظم في عضويته إلى جانب
الولايات المتحدة الأمريكية ١٣ دولة تلى ذلك قيام الجيشان الأمريكي والبريطاني بالقيام بعمليات عسكرية جوية وبحرية اسفرت عن إستهداف عددا من المواقع وتدمير العشرات من الأهداف في عددا من المحافظات اليمنية الواقعة تحت سيطرة الحوثيون
سبق هذه التطورات العسكرية قيام الحوثيين بشن العديد من الهجمات المسلحة على السفن التجارية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن بسبب إرتباط هذه السفن بإسرائيل التي تقوم بحصار وإبادة أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بحسب تصريحات القيادات الحوثية في صنعاء
الإشكالية ليس في شعار الصرخة الحوثية ولا في العمليات العسكرية ولكنها في غموض وتناقضات السياسية الأمريكية في الشئون اليمنية حيث أن المواقف الأمريكية الرسمية متعاطفة بل وداعمة للمليشيا الحوثية سوأ في الحروب الستة التي رفضت الولايات المتحدة الأمريكية حينها إستخدام الجيش اليمني السابق لبعض الأسلحة الخاصة بوحدة مكافحة الإرهاب ضد المليشيا إضافة إلى رفض تصنيفهم جماعة إرهابية وأثناء التوقيع على المبادرة الخليجية في ٢٠١٢ وصف السفير الأمريكي آنذاك جيرالد فايرستاين الحوثيين بأنهم فصيل سياسي يمني ولابد من مشاركتهم في الحياة السياسية كأي فصيل سلمي وتعدى ذلك حسب بعض المصادر الإعلامية إلى حرص الإدارة الأمريكية اعطأ الحوثيين ٣٠ مقعد من مقاعد مؤتمر الحوار الوطني
الغموض والتناقض الأمريكي لم يقف عند حد رفضهم تصنيف الحوثيون جماعة إرهابية والدعوة لإشراكهم في العملية السياسية والإعتراف بشرعيتهم بل تعدى ذلك إلى القيام بالضغط على التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية بعد قيام عاصفة الحزم في ٢٦ مارس ٢٠١٥ من أجل وقف الظربات الجوية والتقدمات الميدانية للجيش اليمني الذي كان قد وصل إلى مديرية نهم الواقعة على مشارف العاصمة صنعاء ويستعد لتحرير العاصمة جاء ذلك بعد تأكيد وزير الخارجية الأمريكي سابقا جون كيري ان بلاده تدعم التحالف بقيادة السعودية من خلال المعلومات الإستخباراتية والدعم اللوجستي والمساعدة في عملية التحديد والاستهداف لمواقع المليشيا الإنقلابية
وتكرر المشهد ذاته في جبهة الحديدة التي كانت القوات المشتركة قد وصلت إلى عمق المدينة ولم يتبقى لها الا السيطرة على الميناء فهرعت أمريكا وبريطانيا عبر مجلس الأمن إلى ممارست الظغوطات السياسية على الشرعية والتحالف من أجل وقف عملية التحرير وضرورة الإتفاق على وقف إطلاق النار وفعلا تم التوقيع على الإتفاق في العاصمة السويدية إستكهولم في ١٨ ديسمبر ٢٠١٨ وتم إنقاذ الحوثيين وتسليم مدينة الحديدة إليهم مرة أخرى بعد إلزام القوات المشتركة على التراجع للخلف وفي المقابل لم يلتزم الحوثيون بالإنسحاب حسب الإتفاق الوهمي من موانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف
التناقض في الموقف الأمريكي وصل إلى ذروته بعد شن الحوثيين لسلسلة من الهجمات البحرية على السفن التجارية وقيام الجيشان الأمريكي والبريطاني بتنفيذ العديد من الطلعات الجوية وقصف العشرات من المواقع الحوثية التي لم تخلف سوى خمسة قتلى وحتى قرار إدراج الحوثيين جماعة إرهابية عالمية لم يدخل حيز التنفيذ ولم يكن جديا على أرض الواقع وبحسب تصريحات مسئولي الإدارة الأمريكية فإن إدارة بايدن تأمل ان تتوقف الهجمات البحرية من أجل رفعهم من قائمة المنظمات الإرهابية العالمية بمعنى الإعتراف بشرعيتهم للإستمرار بقتل اليمنيين وتهديد دول الجوار
أمريكا وطفلها الجديد المدلل الحوثي وإخوانه مستمرون في أداء وإخراج مسرحية القرن من اجل تدمير مقدسات المسلمين في مكة والمدينة واعادة العرب مئات السنين للخلف وتحقيق الحلم اليهودي القديم بقيام دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات وذلك بالتأمر مع العلوج الفرس والخونة والمنافقون العرب،
______________________